الثورة – فاتن دعبول:
في تظاهرة احتفالية لافتة وبحضور رئيس اتحاد الكتاب العرب وأعضائه، وحضور أطفال تميزت مواهبهم في فنون الأدب من شعر وقصة وخاطرة، تم إطلاق مجلة الطفولة “فيحاء” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، وذلك في قاعة اجتماع الاتحاد التي تألقت بابتسامات الأطفال وأحلامهم الواعدة على دروب المستقبل المشر
المستقبل الحقيقي
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني بين أن مجلة “فيحاء” هي امتداد لمجلة شام الطفولة، لكن تغير اسمها بسبب تقاطعها بالاسم مع بعض الإصدارات الطفولية الأخرى، وتعنى هذه المجلة بالكتابة للطفل من قبل الأدباء المعروفين، ومن ثم تحتفي بكتابات الأطفال لأنفسهم، نظرا للمواهب الكثيرة التي تم اكتشافها عبر الجولات في دمشق والمحافظات جميعها.
وأضاف: ولأنهم يتمتعون بتلك الروح الإبداعية استحق هؤلاء الأطفال عناية خاصة من اتحاد الكتاب كونه المؤسسة الثقافية التي تعنى بالثقافة والفكر وتحتضن المواهب وفق ما جاء في نظامها الداخلي، وعليه فقد تم الاشتغال على الأطفال الموهوبين وطباعة أعمالهم، وتنسيب الأطفال المميزين ليكونوا أعضاء في الاتحاد وهذه سابقة لم تحدث من قبل، من أجل ضخ دماء طفلية نقية إلى هذا الاتحاد، وهذا واجب علينا بعد سنوات الحرب القاسية.
وأوضح أن دور الاتحاد النهوض بثقافة الطفل ووعيه لإيمانه بأن الأطفال هم المستقبل الحقيقي، وسنعمل كفريق معهم لتكون هذه المؤسسة مؤسستهم وفي خدمتهم.
تنمية عقل الطفل
ويرى رئيس تحرير مجلة “فيحاء” الأديب منير خلف أن هذه المجلة أنشئت كرمى لعيون الأطفال، فلذات الأكباد، لرفدهم بثقافة تليق بهم وإبعادهم ما أمكن عن وسائل التواصل التي تشغلهم في كثير من سطحيتها، وتحفيزهم على القراءة والاطلاع وممارسة فعل الكتابة، وتنمية الطفل اجتماعيا وثقافيا ونفسيا، لأن المجلة زاخرة بلوحات قريبة من عالم الطفل.
وأضاف: يعمل في هذه المجلة فريق متخصص من الفنانين والكتاب لتخرج المجلة بالشكل اللائق، والمجلة تتضمن أبواباً عديدة، بالإضافة إلى القصص الهادفة، ومن هذه الأبواب “من مصابيح المكان” وفيه يلقى الضوء على معنى مدينة من المدن السورية، أو خارج سورية، وسيكون العدد الخامس منها “مصباحاً غزاوياً”، هذا بالإضافة إلى سيناريو للأطفال والحديث عن معالم أثرية بأسلوب جديد، ونقدم رسائل إيحائية توعوية للأطفال.
وبين أن الهدف الأول من هذه المجلة تقديم المعلومة أولاً، ومن ثم تحقيق طموحات الأطفال وجزءاً يسيراً من أحلامهم، وستكون المجلة مقصدهم لاستقبال إبداعاتهم.
خلق جيل قارئ
وبدورها بينت عضو اتحاد الكتاب العرب لينا الزئبق أن الهدف الأساسي لتلك التظاهرة الثقافية هو خلق جيل قارئ يتقن فن المطالعة، ومهمتنا خلق جيل واع منتم، ولدينا الكثير من المواهب ومن رواد الطلائع في غير فن أدبي، نتيح لهم الفرصة للمشاركة في هذه المجلة من خلال أبواب خصصت لهم، والعمل بالطبع يكون بالتعاون بين وزارة التربية واتحاد الكتاب العرب.
وأضافت: نسعى دائماً لاستقطاب الأطفال الموهوبين ورعايتهم وتقديم كل ما من شأنه النهوض بهم، في دمشق والمحافظات كافة، وهذه مسؤولية نحملها على عاتقنا لنؤسس لجيل مثقف جيل نفخر به.
أمانة تاريخية
وأجمعت المداخلات على أهمية هذه التظاهرة الثقافية ودورها في الاهتمام بالأطفال وتربية جيل واع ليكون جيل الوطن، وهذه أمانة تاريخية ستفتح لنفسها أبوابا كبيرة على هذا الجيل الذي يستحق الحياة ويستحق أن يقول “نحن وطنيون وليحيا هذا الوطن”.
وتضمن حفل الإطلاق مسابقات اعتمدت على سبر ثقافة الطفل ووعيه وسرعة البديهة عنده، وقدمت لهم الجوائز الرمزية، هذا إلى جانب بعض مشاركات الأطفال المتميزة، ومنها مشاركة الطفلة جنى أبو الفخر، تقول “نستشرف بالقراءة المستقبل ونغذي بها الخيال، إنها تضيف أعماراً إلى عمرنا، بها نسافر ونعيش أزمنة لم نعشها، نربط الحاضر بالماضي، ونمضي قدما نحو المستقبل..”
ومن مشاركة الطفلة أستازيا بشور عن غزة نقتطف “أيها الأحرار، أوجاعكم أوجاعنا، شهداؤكم شهداؤنا، وأهلكم أهلنا، وأطفالكم أطفالنا، ولأجلك يا فلسطين الحبيبة يا مدينة الصلاة ترخص أرواحنا وتنحني هاماتنا”.