القضية الفلسطينية.. قضية تاريخية وقضية شعب تتعلق بحقوق الفلسطينيين ووجودهم في دولتهم فلسطين المحتلة، ترتبط هذه القضية بمجموعة من الأحداث والمستجدات التي شهدتها وتشهدها المنطقة على مر العقود وهي محور صراع أثّر في حياة ملايين الفلسطينيين.
كثير من الفلسطينيين مرّوا بتجارب قاسية، بدءاً من تجربة التهجير الأولى في عام النكبة، وكما الأطفال الصغار ينصتون ليل نهار إلى حكايات الجَدّات والأجداد عن صقيع الشتات وحَيرته ووجع الشوق إلى الوطن، حتى إلى الحصار والحروب وسياسات التجويع والاعتقال.. ونظراً لأنها ممارسات لا تنقطع، بات الشعب الفلسطيني قادراً على تحملها.
فطالما دقّت على رؤوسهم طبول الحرب، وطالما رؤوا القتل والخراب والسجن، وطالما عاشوا في ظل حصار محكم، بات الفلسطينيون في التاريخ الحديث يدركون أن أيّ انكسار أو تهاون أو فزع- يدفعهم إلى هروب أو استسلام- ستكون له عواقب وخيمة عليهم، أكثر إيلاماً حتى من القصف المتواصل على رؤوسهم، على الرغم من غزارته وضراوته، واستهدافه البشر والحجر، والأخضر واليابس.
الفلسطينيون يرون أن الصبر على النار والدم المؤقت- حتى لو طال أمد الحرب أكثر من توقعاتهم- أهون من الصبر على الاغتراب، حين يفقدون أرضهم، ويضيعون في بلاد على غرار ما جرى لهم منذ النكبة.
في الحقيقة، ليس أي معتقد من دون آخر يقف وراء صمود الفلسطينيين الأسطوري، إنما هناك أمور كثيرة، لا يقف عليها، ويفهم آثارها، إلا من قرأ بإمعان يوميات العذاب التي يحياها الفلسطينيون تحت الاحتلال منذ النكبة وحتى انطلاق “طوفان الأقصى”.. فقد فعلها شعب غزة العزة، بشبابه وكهوله وأطفاله، تصدوا كالطوفان الهادر للظلم والحصار والخناق، الذي يشتد عليهم عاماً بعد عام، تصدوا لإجرام الصهاينة.. التاريخ الذي ستخلده الشعوب، السابع من تشرين الأول، الذي أعاد الأمل والكرامة.