يقول جلال الدين الرومي:” من يحمل قنديله في صدره، لا يعنيه ظلام الكون بأكمله” وهذه الحكمة المأثورة لا أظنها إلا تمثل بشكل أو آخر الإنسان المبدع في مجتمعنا، فنراه يشعل قناديله ويمضي بشغف كبيرإلى مبتغاه، ليحقق هذا الألق في المحافل العربية والدولية، فكلّ يوم نطالع انتصاراً جديداً ونجاحات على دروب الإبداع، ورغم المعاناة والتحديات التي يعيشها الإنسان في مجتمعنا، نراه يسعى جاهداً ليكون كما عهدناه في الصفوف الأولى، متميزاً ومبدعاً وأُنموذجاً للتحدي والنجاح.
لا شك أن التجارب القاسية تصقل حياة الإنسان ولا تهزمه، وهذه سنته في الحياة، يعمل بجدّ وينثربذورالخير والعطاء، فتزهرفي غير مكان من العالم.
ولا يقتصر هذا التحدي على المبدعين من الكبار، فمن يراقب الأطفال سواء في مدارسهم أو على المنابر، وما تجود به أقلامهم من مشاعر، ندرك أنهم من أحفاد صلاح الدين وأحفاد حضارة عمرها آلاف السنين، وفي احتفاء اتحاد الكتاب العرب بالأمس بإطلاق مجلتهم، مجلة الطفولة” فيحاء” لتكون بوابتهم إلى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، عبرت أقلامهم بما جادت به أرواحهم من عزيمة وإصرارعلى أن يكونوا أبناء بررة للوطن والمستقبل المحمل بعبق أمنياتهم الواعدة.
هو ذاك الضمير اليقظ الذي يعيش في دواخلنا، وتلك القيم والمبادئ التي نهلنا من معينها، تدفعنا للعمل من أجل إعادة الحياة لكلّ ما حاول الأعداء تدميره ولايزال، ففي كلّ يوم إنجاز جديد، وفي كلّ منبرلنا قنديل يضيء، واسم بلادنا يسطع عالياً بأبنائه.
وبدهي أن تقف التحديات أحياناً سداً منيعاً في طريق النهوض والاستمرار في البناء، ولكن إصرارنا على الحياة التي تليق بنا، لابدّ أن يذلل تلك الصعاب، وذلك بالطبع بالوعي والثقافة وتجاوزهنّات الحياة، لنرسم عالماً فيه من النصر والحياة ما يحقق لنا واقعاً ربما ليس مثالياً ولكنّه الواقع الذي نسعى فيه إلى تحقيق ما أمكن، أمنياتنا المشروعة في زمن التحديات وزمن الممكن
واللامستحيل.