الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
ربما تكون الرواية أقدم الفنون الأدبية وأعرقها وأكثرها جمالية، لأنها ببساطة حياة الإنسان نفسه، فمنذ أن كان على الأرض، وكان الكلام كانت الرواية، فأي حدث وقع هو رواية بحد ذاته.
هذا يعني أن الرواية تاريخ الإنسان ما كان وما هو كائن وربما ما سيكون أيضاً.
وبالتالي هي واقع وخيال واستشراف جمعت كل الجماليات في متنها.
فكم من رواية أبكتنا ولاسيما في مرحلة اليفاعة منذ أن تعلمنا القراءة وكان شغف المطالعة.
ولأن فنون السرد ازدهرت وتلونت فمن الطبيعي أن تكون الرواية كذلك مادتها الأولى والخام هي الحياة ثم يأتي دور المبدع الذي يعيد الصياغة ويقولب الأحداث.
في سورية شهدت الرواية قفزات مهمة بين أجيال عدة من شكيب الجابري وزرزور وبديع حقي وحنا مينة وحيدر حيدر ونبيل سليمان وأحمد داوود إلى الأجيال الجديدة التي ابتكرت أساليبها الجديدة، ويمكن القول إن المشهد السوري من عقد من الزمن يمثل في كل يوم وكل ساعة ألف رواية، وهو منجم ثر يمد الكتاب بآلاف الروايات، وقد استجاب كتابنا لهذا وصدرت عشرات الروايات كان الألم السوري حبرها وموضوعها، وسيبقى لعقود من الزمان كذلك.
العدد 1176 – 30 -1 -2024