عندما نطلق العنان لأطفالنا, ونوفر لهم السبل التي تعينهم للتعبير عن إبداعهم الفكري والفني والجسدي, فنحن نصنع جيلاً قادراً مقتدراً على بناء المستقبل بقدراتهم التي لاتعرف حدوداً تقف عنده…
فمثلاً.. مهرجان مسرح الطفل الذي أطلقته مديرية المسارح والموسيقا مؤخراً، وما قدمه من إمكانيات جمّة ترك بصمة جمالية محببة لدى الأطفال, أيضاً ما تطبعه الهيئة العامة السورية للكتاب من كتب ومطبوعات جيدة تخص الأطفال, وأخيراً وليس آخراً ما أطلقه في الأمس القريب اتحاد الكتاب العرب وهو مجلة الطفولة “فيحاء” عبر احتفالية هادفة لأطفال مملوئين بالأمل والحياة, تميزت مواهبهم في فنون الأدب من شعر وقصة وخاطرة.
هذه المجلة هي امتداد لمجلة (شام الطفولة) التي تغيّر اسمها, ولمجلات كثيرة أطلقتها المؤسسات الثقافية المعنية في سورية إيماناً منها بأهمية الطفل وضرورة توعيته وتنمية أفكاره في الاتجاه الصحيح والسليم.
لاشك أن أطفالنا يمتلكون الرؤية الواضحة للإبداع والشغف لرسم طريق معبّد بالإبداع والتفوق, واكتشاف مواهبهم وتوظيف مهاراتهم لإطلاق العنان لأفكارهم، واجب علينا جميعاً من أجل المساهمة في صقلهم ومدّهم بالعلم والمعرفة والمهارات اللازمة للمستقبل.
من هنا نقول إنها مبادرة طيبة من اتحاد الكتاب العرب الذي لم يألُ جهداً في الدفاع عن الأطفال وعن أدب الشباب بإبراز مواهبهم وقدراتهم الإبداعية, ولأن هؤلاء الأطفال يتمتعون بتلك الروح الإبداعية فهم استحقوا عناية خاصة من اتحاد الكتاب وتم طباعة أعمالهم، وتنسيبهم ليكونوا أعضاء في الاتحاد وهذه سابقة لم تحدث من قبل.
مجلة الفيحاء وغيرها من المجلات فرصة لإخراج الطاقات واستنطاق المواهب، والتحفيز نحو المشاركة والمنافسة والقدرة على استقطاب أكبر شريحة من الأطفال, والأهم هي دعوة لإصدار العديد من المجلات التي تعنى بالطفل, والتأكيد على خلق جيل قوي البنيان لأن الطفولة كالبذرة للنبات كلما كانت جيدة كلما أثمرت وأينعت ثماراً.