لا يحبها أحد .. و لكن  !

غالبا ما تكون المواد المعروضة في السوق السوداء من مصدر خارجي ،أي تهريب ، إلا في السوق السورية فكل ما يباع فيها مصدره محلي ،أو مستورد بشكل رسمي لصالح القطاع العام ، ويماثل  حالة الغرابة في مصدر هذه المواد أسعارها،  فالبنزين الحر مثلا أوكتان ٩٥ لا يزيد سعره على ١٢٥٠٠ ليرة وهو متوفر في محطات وقود الأوكتان ٩٥  ومتاح للجميع  كل ثلاثة أيام ٥٠ لترا  ولكن تجد على  بُعد ١٠٠ متر من المحطة أشخاصا يبيعون بينزين أوكتان ٩٠ وبسعر ١٤٠٠٠ وللأسف الناس تشتري .
الخبز أيضا سعره في الأفران بشكل حر ٣٥٠٠ ليرة ولكن يباع أمام الأفران بأكثر من ٥٠٠٠ ليرة ويصل إلى ٧٠٠٠ ليرة .
والسؤال من أين أتى البنزين والمازوت والخبز إلى السوق السوداء  ؟.
الجواب ليس صعبا طبعا ويعرفه الجميع، ويعرفون شبكاته المتواجدة في الجهات العامة ،التي تسرق ما خصصته الدولة لدعم المواطن ، وهذا يدل على عجز حكومي وتقاعس وربما شراكة من بعض ضعاف النفوس على سرقة ما تقدمه الدولة للمواطن .
اليوم الدولة كما المواطن ضحية شبكات فساد في المؤسسات  ومن التجار  وأصبحنا في زمن بات من الصعوبة والاستحالة الاستمرار في هذا الوضع ولا بد من علاج قد يكون قاسيا على المواطن ولكنه ضروري لبقاء الدولة ومؤسساتها ، وبالتأكيد  عندما تبقى الدولة فإن كل شيء يُمكن أن يعود بشكل أفضل ولكن ليس بنفس الطريقة السائدة والتي أوصلت الدولة إلى حالة  صعبة .
تصحيح السياسات ولا سيما التسعير هو الأساس لقطع الطريق على ضعاف النفوس وشبكات الفساد ،فعندما تُعطي الدولة الأسعار المجزية للمنتج عند استلام المنتجات كما في حال القمح والتبغ والقطن والشوندر وغير ذلك من المنتجات فإن الفلاح والمُنتج سيتفهم بيع الدولة لمنتجاتها وخدماتها بسعر الكلفة .
أصعب ما في قرارات تصحيح الأسعار اليوم هو الوضع البائس للمواطن بعد سنوات طويلة من الاستنزاف والحرمان ، ولكن كما للمواطن ظروفه فاللدولة ظروفها الصعبة والقاسية جدا  أيضا نتيجة الظروف الخارجية التي لا يمكن معالجتها لأنها مفرزات أزمات دولية وعالمية ، وأيضا نتيجة ظروف داخلية ناتجة عن خلل في السياسات الحكومية و بعض السلوكيات للأشخاص والتجار .

معد عيسى

آخر الأخبار
"رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق