الثورة – منهل إبراهيم:
نشرت صحيفة (USA TODAY) مقالاً تحت عنوان (محور بايدن.. لماذا يتحرك الرئيس إلى اليمين في عام 2024 بشأن الهجرة؟)، تناولت من خلاله تشابه الخطاب السياسي للرئيس الحالي جو بايدن مع السابق دونالد ترامب، بشأن أزمة الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وتعاني تكساس هذه الأيام من توتر مع بايدن بسبب سياسته تجاه الهجرة غير الشرعية، وترفض إزالة الحواجز التي بنتها على الحدود مع المكسيك.
فهل تغرق الولايات المتحدة في مستنقع الحرب الأهلية، وهل تطلق تكساس تلك الشرارة؟ حيث تستعر فيه نار الخلاف بين الحكومة الفدرالية الأميركية من جهة، وحاكم ولاية تكساس من جهة أخرى على خلفية قضية الهجرة غير النظامية.
تاريخ الولايات المتحدة حافل بالقلاقل والحروب الداخلية، وتحاول حكومة تكساس إغلاق نقاط الدخول عبر تثبيت أسلاك شائكة، بينما ترفض إدارة بايدن ذلك، ما أدى إلى خلافات شديدة، دفعت بالحاكم إلى التلويح باستقلال الولاية الغنية بمواردها عن الولايات المتحدة.
والحقيقة أن مطالبات ولاية تكساس الأمريكية بالانفصال عن الولايات المتحدة تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الداخلي، حيث تتسرب مخاوف لدى الأمريكيين من اندلاع حرب أهلية بعد أن لاقى هذا الطرح تأييداً من 25 حاكماً لولايات أخرى.
مطالبات تكساس بالانفصال أخذت مساحة واسعة من تغطية وسائل الإعلام الأمريكية والغربية وبين الأوساط السياسية والشعبية في داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وإذا عدنا في التاريخ للوراء نرى أن تكساس كانت جزءاً من المكسيك على الخارطة قبل أن تعلن استقلالها في عام 1836، لتصبح جمهورية تكساس، أي دولة مستقلة، ثم انضمت تكساس إلى الولايات المتحدة في عام 1845، ولكنها انفصلت عنها في عام 1861 لتنضم إلى الكونفدرالية الأمريكية خلال الحرب الأهلية.
والخطير في الأمر ما صرح به حاكم ولاية تكساس بقوله (من حق الدولة في الدفاع عن النفس) ضد المهاجرين الذين يعبرون الحدود، ووقع حكام جمهوريون من 25 ولاية أخرى على خطاب يعربون فيه عن دعمهم لتكساس ما أثار مخاوف متجددة لدى الكثيرين بشأن حرب أهلية أمريكية جديدة.
العديد من الشخصيات الإعلامية المحافظة، بما في ذلك أمثال تيرينس ويليامز، وكارمين سابيا، وغراهام ألين، حذروا من أن الحرب الأهلية ربما تحدث قريباً، لكنهم ألقوا باللوم على الرئيس بايدن.
وما عرف بالمأساة الكبرى في التاريخ الأميركي راسخ في الأذهان، والمتمثل بالحرب الأهلية (12 نيسان 1861-9 نيسان 1865) التي نشبت بين ولايات الشمال وولايات الجنوب حول الاتحاد، وكانت تلك الحرب انطلقت شرارتها من تكساس، ما زاد الرعب من تكرارها اليوم.