ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
عندما أراد وزير خارجية العدو الصهيوني الإرهابي ليبرمان التطرق إلى الأوضاع الحالية في سورية والعراق كان همه الأول أن داعش لا تشكل خطراً حالياً على كيان العدو كان يعني ما يقول ويقصده تماماً لأن الكيان الصهيوني مستفيد مما يحدث في سورية والعراق لدرجة تجعل من داعش حليفاً قوياً لها حتى ولو لم تكن لديه معها صلة مباشرة ولكن الشك يلاحق هذه الصلة التي تفتضح يوماً إثر أخر.
فالكيان المغتصب لفلسطين يعمل في الأراضي المحتلة كما تفعل داعش في المناطق التي تعيث فيها فساداً وقتلاً وتخريباً حيث لم تتوان إسرائيل عن تدمير غزة مرات عدة ولم يرف جفن قادتها وهم يرون أشلاء الأطفال والنساء في حربها الأخيرة على غزة وهكذا تفعل داعش في بعض مناطق العراق وسورية.
ولكن بطرق أخرى تتقاطع في بشاعتها مع ما يفعله الصهاينة في فلسطين.
لقد دخلت إسرائيل على "خط الربيع الهدام"في سورية بشكل مباشر من خلال دعم المجموعات المسلحة من جبهة النصرة وسواها على الحدود مع الأراضي المحتلة حيث قدمت كل ما من شأنه تقوية الإرهاب ودعمه وحماية ظهره في مواجهة الجيش العربي السوري، واعتدت على إحدى الطائرات السورية لأنها شكلت تهديداً مباشراً للمجموعات الإرهابية، إضافة إلى تدخلاتها غير المباشرة في دعم داعش في العراق لتهديم البنى التحتية والمقدرات العراقية انتقاماً تلمودياً معروفاً….
التقاطع في إرهاب داعش وإرهاب الكيان الصهيوني يشير إلى التوافق بين ما يقوم به وما يعمل عليه الكيان الصهيوني وما يفعله تنظيم داعش الإرهابي والنصرة أيضاً وكل المكونات الإرهابية التي تقدم لها إسرائيل الدعم المباشر والممرات الآمنة والحماية والرعاية الطبية للجرحى الذين يفرون إلى داخل الأراضي المحتلة هرباً من ضربات الجيش العربي السوري قرب الحدود مع الجولان المحتل.
العنف والإرهاب الذي تستخدمه داعش يخدم أهداف الولايات المتحدة ويتلاقى مع مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني المستفيد الأول مما يحدث في سورية والعراق والدول العربية الأخرى التي يحاول الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية تخريب مجتمعها وبنيتها التحتية والمجتمعية أيضاً.
فالفكرة العنصرية الصهيونية التي تقوم على العداء للعرب تساعدها داعش في تقويتها وتجذرها فهما يجتمعان في التطرف والعنصرية والتكفير،وقد تعاونت معهم في المنطقة دول دعمت الإرهاب وغذته ونسقت في الاعتداء على سورية وعلى رأسهم دولة الإرهاب الوهابي ودويلة الغاز الحاقدة وتركيا حزب العدالة الأخواني.
أما خلفيات الموقف الإسرائيلي من داعش فقد لخصها وزير حرب العدو الصهيوني حيث أكد أن تنظيم داعش يعمل بعيداً ولا يشكل خطراً على مصالح الكيان الصهيوني.
كما أن داعش بدورها بادلت الكيان الصهيوني الشيء ذاته في قولها إن مقاتلة إسرائيل ليست في أولوياتها، وهو ما أدى إلى رؤية مشتركة بينهما على ضرب المجتمعات العربية التي تعد أولوية لدى الكيان الصهيوني حيث يمتلك الرغبة في استمرار عدم الإستقرار في دول المنطقة وخاصة في سورية والعراق ومصر وإستمرار فوضى الإرهاب إلى أقصى حد ممكن وهو بالضبط ما تسعى إليه واشنطن أيضاً.
وهي الآن تحاول تسويق مشروعها في المنطقة بالتبشير بأن الحرب على داعش ستستمر لسنوات طويلة.
حيث أتت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بأن تلك الحرب يمكن أن تستمر لسنوات طويلة أيضاً لتتلاقى مع ما تريده الإدارة الأمريكية مما يجري في سورية والعراق وتنفيذ ما تسعى إليه إسرائيل في إطالة أمد الحرب في الدول العربية المحيطة بالكيان الصهيوني وذلك لإضعاف قدرات تلك الدول ومنعها من التصدي لإسرائيل ما يوفر لها الفرصة لتصفية القضية الفلسطينية بالشروط التي تحددها مع واشنطن وتساعدها على ذلك أيضاً دول الخليج وعلى راسهم مملكة آل سعود والوهابية التي كشفت عن وجهها القبيح المعلن مع الكيان الصهيوني الغاصب.