الثورة – رشا سلوم:
المسرح الساخر..
يشكل المسرح الساخر نافذة يقدم من خلالها المبدع رؤاه واستشرافه ويعمل على النقد بروح شفافة تصل إلى الأعماق دون عناء وتعب وتترك أثرها في النفوس.
جديد الهيئة العامة للكتاب في سورية الإصدار الإلكتروني مسرحية (أمريكي في خربوط… “مسرحية كوميدية في ثلاث فصول”)، تأليف: جواد فهمي باشكوت. ترجمة: جوزيف ناشف.
تُندّد هذه المسرحية الكوميدية بإعجاب الناس بكل ما هو أمريكي والتماهي معه، وهو المزاج السائد في تركيا خلال الخمسينيات من القرن العشرين. تدور أحداث هذه المسرحية حول شخصية تدعى “أبرهام مادروس” يعيش في مدينة خربوط التركية. هاجر هذا الشاب عندما كان طفلاً مع والده إلى أمريكا وأصبح أمريكياً ثرياً، وترك شقيقه أحمد في تركيا. وبعد تدهور أعماله التجارية ينصحه مدير أعماله بالعودة إلى تركيا للبحث عن شقيقه التوءم كنوع من الدعاية. تسلّط المسرحية الضوء على السلوك الانتهازي والمنفعي، وكيف يمكن أن يتحول الإنسان إلى كائن لا يجيد إلا العمل على تحقيق أهداف شخصية محدودة في الوقت الذي تتراجع فيه المبادئ الأخلاقية والمثل العليا.
بطاقة
مؤلف المسرحية فهمي باشكوت من مواليد (1905 ادرنة_توفي 1971،اسطنبول) عمل صحافيا وكاتبا للمسرح.
تلقى جودت فهمي باشكوت تعليمه في مدرسة اسطنبول الثانوية للبنين ثم بعد ذلك انتقل إلى أنقرة في سنوات حرب الخلاص. قام بتصحيح دار نشر البرلمان التركي. وعمل ككاتب مصحح في المجلس. ومنذ عام 1928 الى عام 1963 عمل صحفيا في جرائد الجمهورية، البريد الأخير، الساعة الأخيرة والوقت كما كان أيضا كاتبا ومديرا للأعمال الكتابية. وعمل مدرسا في قسم الصحافة بكلية الاقتصاد بجامعة اسطنبول وكتب عدة روايات تجريبية وكتاب لقاءات صحفية باسم (من ينتظرنا في الليالي). أخرج أول مسرحياته «المدينة الكبيرة» في فترة (1942 _ 1943) في مسارح مدينة اسطنبول وقد لاقت اهتماماً كبيراً. وبسبب هذا الاهتمام فقد قام بتكثيف أعماله في المسرح وعمل على كتابة المسرحيات الجديدة كل عام. كانت التغيرات التي ظهرت بعد إعلان الجمهورية في تركيا والمسرحيات التي استعملت فيها العناصر الفكاهية سببا في اكتسابه شهرة واسعة. حاول أن يتقمص الإنسان من كل الجوانب ومن جميع طبقات المجتمع في مسرحياته التي أدخل فيها أيضا تجاربه الشكلية.. ونال لقب أول كاتب تركي يعرض مسرحياته في الخارج.
أكثر أعماله المعروفة بعنوان (قبل ان يذوب الجليد) لايزال يتم عرضه إلى اليوم في عدة مسارح كما تمت صناعة عمله مرتين كأفلام سينما. كل عام في ذكراه كانت تمنح جائزة أفضل كاتب مسرح محلي ناجح تعرض مسرحياته لأول مرة في تلك السنة وذلك ضمن جوائز المسرح.
من أعماله:
المدينة الكبيرة (1943)
المختلين (1944)
القبطان الحاج (1945)
المدينة الصغيرة (1946)
الرضيع الضخم (1947)
استراحة (1948)
سأصوت لك (1951)
سأعطيك صوتي (1951)
السرقة (1952)
في مرفأ قاضي كوي (1953)
وخربوط… “مسرحية كوميدية في ثلاثة فصول”)، تأليف: جواد فهمي باشكوت. ترجمة: جوزيف ناشف.. صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب.