الثورة – ميسون مهنا:
مرة أخرى، احتضن ملعب لوسيل في الدوحة نهائياً مميزاً ومثيراً، وبعد أن عاشت الجماهير في العالم على وقع نهائي كأس العالم 2022، بين منتخبي الأرجنتين و فرنسا، احتضن نهائي كأس آسيا بين منتخبي قطر و الأردن.
وأعاد التاريخ نفسه مجدداً، ذلك أن منتخب قطر توّج باللقب الثاني في مسيرته، وهذه المرة كان عنوان النهائي ركلات الجزاء التي حسمت النتيجة، بعد أن سجل أكرم عفيف ثلاثة أهداف من ثلاث ضربات جزاء حسمت اللقب بعد نهائي مثير وتاريخي.
وخلال نهائي كأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا، فإن اللقاء شهد إعلان الحكم عن 3 ضربات جزاء، حيث كانت الأولى لفائدة منتخب التانغو وسجل منها ليونيل ميسي هدفاً، وخلال الشوط الثاني، حصل منتخب فرنسا على فرصة العودة في النتيجة بعد أن أعلن الحكم عن ركلة جزاء سجل منها كيليان مبابي هدف العودة في النتيجة لمنتخب بلاده، لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بنتيجة التعادل 2ـ2 بما أن مبابي سجل هدفاً ثانياً. وخلال الحصة الإضافية الثانية، وبعد تقدم الأرجنتين مجدداً 3ـ2، فإن مبابي سجل هدف التعادل لمنتخب بلاده من ركلة جزاء أيضاً، وبالتالي شهدت المواجهة 3 ركلات جزاء، واحدة لمنتخب الأرجنتين واثنتين لمنتخب فرنسا وانتهت المواجهة على نتيجة 3ـ3.
وبعد قرابة العام، فإن أكرم عفيف أعاد نجاحات مبابي في ملعب لوسيل، فقد سجل بدوره ثلاثة أهداف في النهائي، وهو إنجاز سبقه إليه الفرنسي، ولكن مع فارق مهم، وهو أن أهداف مبابي أهدت فرنسا فرصة خوض الحصص الإضافية، بينما أهدت أهداف عفيف اللقب إلى منتخب قطر.
والطريف أن هاتريك كيليان مبابي منحه لقب هدّاف البطولة برصيد 8 أهداف، وهو أمر تكرر مع أكرم عفيف الذي سجل بدوره ثلاثية، منحته لقب هدّاف البطولة برصيد 8 أهداف أيضاً، ليكون ملعب لوسيل شاهداً على إثارة كبيرة وإعادة للأحداث بنهايات مختلفة ولكن بتفاصيل متقاربة.
هذا وسيطر نجوم المنتخب القطري على الجوائز الفردية والجماعية، حيث حصد أكرم عفيف جائزتي هداف البطولة وأفضل لاعب فيها، فيما نال مشعل برشم جائزة أفضل حارس مرمى، وذهبت جائزة اللعب النظيف للمنتخب القطري.
وكانت هذه أول مواجهة تجمع بين منتخبي الأردن وقطر في نهائيات كأس آسيا، وفي المواجهات الدولية السابقة، حقق الأردن الفوز مرتين مقابل الخسارة مرة واحدة، في حين تعادل الفريقان في مباراتين.
وكان هذا النهائي الثالث الذي يجمع منتخبين عربيين في كأس آسيا، وذلك بعد نهائي 1996 بين الإمارات المستضيفة والسعودية، ونهائي 2007 بين العراق والسعودية.
ولم يخسر منتخب قطر في آخر 14 مباراة بكأس آسيا، إذ فاز في 13 منها في الوقت الأصلي، مقابل فوز بفارق ركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 خلال ربع نهائي هذه النسخة أمام أوزبكستان.
وبات المنتخب القطري خامس منتخبٍ يحقق الفوز بلقب كأس آسيا في نسختين متتاليتين بعد كوريا الجنوبية (1956-1960)، إيران (1968-1972-1976)، السعودية (1984-1988)، واليابان (2000-2004).