تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما أسفرعن استشهاد أكثر من 28 ألف مواطن، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 68 ألفاً آخرين، فيما لايزال الآلاف في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
أباد القصف الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، عائلات فلسطينية كاملة وشطبها من السجل المدني، لم يعد لهم وجود، كأنما لم يكونوا هناك يوماً على الأرض.. واقع الحال في غزة، فقد تحوّلت أحياء بأكملها إلى أنقاض، فالحطام في كلّ مكان، منازل ومدارس ومستشفيات وسيارات مدمرة.
في وقت يقول فيه :”المسؤولون الإسرائيليون”: “إنّهم يستهدفون عناصرمسلّحة في عدوانهم على قطاع غزة”، تبيّن الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة أنّ بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي هم النساء والأطفال الذين يشكّلون 67% من أعداد الشهداء.
توسع قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها في القطاع وسط ظروف إنسانية كارثية، ومجاعة تعصف بالسكان بسبب الحصار المحكم على القطاع عموماً، كما أن عدة أشخاص قضوا جوعاً بسبب نقص المواد الغذائية، فبعض العائلات لا تستطيع تأمين وجبة غذاء يومية، فالوضع الإنساني تجاوز مرحلة الكارثة، في ظلّ سياسة التجويع والتعطيش والحصارالتي تتبعها “إسرائيل”.
أهل غزة صابرون صامدون، على الرغم من القصف الوحشي الواضح الفاضح، وانقطاع الكهرباء، والماء، والشح في الغذاء والدمار الكبير، وقتل النساء، والأطفال، والألم المؤلم، وقد لملموا أشلاء شهدائهم وأقسموا بالثأر، واستعدوا لهزيمة الأعداء هزيمة نكراء.. فسلامٌ لغزة ولأهلها، وسلام على شهداء وجرحى فلسطين لتلك الأرواح التقية النقية الزكية، التي ارتفعت للسماء..
آن الأوان لمحكمة العدل الدولية من توثيق هذه الجرائم واعتماد قرار بوقف هذه الحرب واتخاذ جميع الإجراءات لوقف هذه الجرائم المروّعة، ومحاسبة هذا الكيان الوحشي وقادته على جرائمهم التي يرتكبونها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.