لم يعد خافياً على كل من يتابع سياسة الولايات المتحدة الأميركية، وما يحدث في غزة من عدوان غاشم أن الإدارة الأميركية متورطة بالجرائم والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث وصل عدد ضحايا العدوان الأميركي الإسرائيلي إلى أكثر من ٢٩ ألف شهيد ونحو سبعين ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ دون رادع إنساني أو قانوني ودون أي اعتبار للمواثيق الإنسانية وحقوق الإنسان.
الولايات المتحدة الأميركية لم تكتف بفتح مخازن الأسلحة الأميركية للكيان الصهيوني وتقديم أحدث الأسلحة التدميرية والفتاكة لاستخدامها في قصف الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس بل إنها تعمل جاهدة لتعطيل عمل المنظمات الدولية التي تسعى لوقف العدوان وجديد أعمال الولايات المتحدة العدوانية استخدام الفيتو ضدّ قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف العدوان على غزة.
ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من تقديم الدعم العسكري وأحدث التقنيات الحديثة التي تسهل ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة وكذلك الدعم السياسي في المحافل الدولية، يؤكد أن واشنطن والكيان الصهيوني يقومون بحرب إبادة جماعية ضدّ الفلسطينين تنفيذاً لمخطط استيطاني بعيد المدى يهدف إلى السيطرة على الضفة والقطاع عبر القتل والتهجير القسري وإن ما تتناقله بعض وسائل الإعلام عن خلافات أميركية اسرائيلية لا يعدو كونه مسرحية هزلية لذر الرماد في العيون ومحاولة لتحسين صورة أميركا لكن استخدام الفيتو فضح هذه المسرحية وسياسة الولايات المتحدة الأميركية القائمة على التضليل والنفاق السياسي.
الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية وتكبيد العدو الإسرائيلي خسائر بشرية وعسكرية كبيرة يدفعنا للقول إن الأجندة الأميركية الإسرائيلية فشلت وإن عملية التهجير القسري لن يكتب لها النجاح وما يؤكد ذلك أن المقاومة الفلسطينية تثبت يوماً بعد يوم أنها تتحكم بقواعد الاشتباك وتدير المعركة بذكاء وبما يثبت قوتها وإرادتها على ردّ العدوان وإفشال جميع المخططات المعادية عبر استهداف العدو ومفاجأته بأسلحة لم تستخدم بعد وقادرة على الردع والرد على العدوان.
