الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
لم يكن قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1958 حدثاً عابراً في تاريخ الأمة العربية والمنطقة، فكان حدثاً هزّ مشاعر الأمة من أقصاها إلى أقصاها، ورغم أنها فشلت كتجربة، إلا أنها لا تزال حية في وجدان الأمة وجماهيرها رغم مرور 66 عاماً على قيامها.
وقد أكدت الدكتورة بارعة قدسي عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية – الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، أن الوحدة لا تزال مطلباً شعبياً وحيوياً للأمة العربية، مشيرة إلى أن الوحدة بين سورية ومصر تآمرت عليها القوى العدوانية منذ الأيام الأولى لقيامها ودُفعت أموال كثيرة لإجهاضها.
ونوهت قدسي في تصريح لـ “الثورة” بهذه المناسبة، بأن الوحدة وأي شكل من أشكال الاتحاد العربي أو أي خطوة نحوها أصبحت من المحظورات والممنوعات التي تنتهجها سياسات العدوان في منطقتنا العربية، مبينة بأن قيام أي وحدة عربية أو أي شكل أحادي عربي سيضر بمصالح الغرب الاستعماري وسيعطل مخططاته في المنطقة ولذلك حوربت الوحدة ويتم التآمر عليها.
وأشارت قدسي إلى أنه صحيح أن الوحدة السورية المصرية انتهت كتجربة لكن الوحدة كفكرة لا تزال هاجسنا اليومي كأحزاب وجبهات نضالية وجماهير حتى لدى الحكومات والدليل على وجودها كفكرة أننا نحييها اليوم عبر مختلف الفعاليات.
وأكدت قدسي أن هدف الوحدة وأي شكل اتحادي لا يزال هاجساً يومياً في حياتنا الفكرية والسياسية وأن سورية كانت دائماً في السابق وهي في الحاضر تدعو إلى قيام الوحدة، وتشدد على ضرورة تحقيق أي شكل من أشكال التضامن بين الدول العربية تمهيداً لتحقيق الوحدة على المدى المنظور رغم الظروف الراهنة التي تمنع قيامه.
من جهته، أكد رئيس فرع دمشق للجبهة الوطنية التقدمية محمد حسام السمان أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي أن الوحدة العربية أو أي حالة من التضامن العربي أضحت ضرورة حتمية في ظل الهجوم على الواقع والمشروع العربي التحرري ولمواجهة تحديات العصر لاسيما المخطط الصهيوني الغربي.
وأشار السمان في تصريح لـ “الثورة” إلى أن محور المقاومة حقق نوعاً من التضامن في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، منوهاً بأن حالة الوحدة هي طموح دائم نسعى إليه في سورية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وبيّن السمان أنه نتيجة التضامن بين محور المقاومة في مواجهة العدوان والاحتلال الصهيوني نؤكد على طموحنا الدائم نحو الوحدة أو الاتحاد أو أي حالة من التضامن بالحد الأدنى بين أشقائنا العرب كي نواجه سوية المخطط المعادي الذي يستهدف منطقتنا العربية منذ مؤتمر كامبل الذي انطلق عام 1905 واستمر لسنتين ولاحظنا انعكاسه في سايكس – بيكو لتقسيم المنطقة ووعد بلفور الذي أسفر عن زرع الكيان الصهيوني في فلسطين قلب الوطن العربي.