الملحق الثقافي- منى حبابة:
أحتاج المعلقات لبراءة ذمتي
لم أسرق مسلة حمورابي
لأخيط الشرق الممزق وأعيد له النهر والبحر
وأمزق رقعة الشطرنج..وأترك حروفها تستريح من المعارك
لم أتعدَ على المناهل
ولم أتعلم الحسابات الذهنية الغير واردة
ولم أبنِ بيوت الشعر في صمام القلب الصناعي
وأحتاج كل اختصاصات الطب ليقرأوا حالتي.
فأتهندس بالجغرافيا وأستمتع بالأقاليم
وأستقر من الرحيل …
فنحن صفر اليدين من الحياة
حشرجة أديمة في حنجرة الكون
متى تتقيأ اللغات صوتها المدوي
ومتى تسدل الستائر.
وترتاح الغصات قبل البكاء وبعده…
أفلت الضوء مني..
من عبثي بقوافيه
أفلته من حضوره ذكرى
وأنا أحمله تعباً بالحب الكبير ..
أستغيثه نشيدًا أرهقني يوماً
وصار بعيدًا
مثل حلم يقتني الصبر
دواخلي منحوتة عجيبة
أطلق بي الأغادير فتثاقلت
وأثقلت جعبي
وأصبحت مثل ري السواقي
من النواعير ترشد الماء
بالدمع سيدتي
كنت أحضنه بأناتي.
وبلون عثراتي
تمرغ بأنواء قافلتي
فصار طوق النجاة عقيماً
كان منجبي منذ هرول الحرف إليه
كأطفال حجارة فوق بقعة شطرنج
ومكعبات الثلج لأفوز به قصيدة جمر
كنت أثير به الأشعار لحناً
ونثرًا حول مدفأتي في منتصف الليل
فيبدو الخيال كالحطام
فوق جدران معلقتي..
العدد 1180 – 5 -3 -2024