الثورة – لينا إسماعيل:
الدكتور محمد هشام عبد الرحمن النعسان واحد من القامات الوطنية الغنية بإبداعها الفكري، والتي رحلت عنا بصمت من دون أن يسمع بها أو عنها أحد خارج دائرة الاختصاص، في حين وصل نور نتاجهم الفكري أرجاء الكون.
فهو الحاصل على أول شهادة دكتوراة في التراث العلمي العربي عام 1995م على مستوى سورية والوطن العربي، والكاتب لأكثر من 400 مقالة في تاريخ العلوم، والمشارك في الموسوعة العربية التي صدرت في دمشق، وموسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين التي تصدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهو الذي أشرف على مئات الأبحاث لكلية الآثار بجامعة حلب.درس وحقق 26 كتاباً في التاريخ والثقافة العربية منها (فضل الأندلس على ثقافة الغرب) و(مساهمة العرب في تطوير العناصر التكوينية للحدائق في العصر الأموي) و(الفوائد الثرية في المواقع الأثرية السورية) وغيرها.
هو من مواليد حلب عام 1961 م درس في مدارسها، ثم تابع تحصيله العلمي في كلية الهندسة الزراعية بجامعة حلب، ودرس دبلوم الدراسات العليا والماجستير، ومن ثم الدكتوراة في التراث العلمي العربي، ثم عمل عضواً في الهيئة التدريسية وأستاذاً للدراسات العليا في معهد التراث العلمي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الآثار بجامعة حلب.
استطاع الدكتور النعساني تأسيس أول دورة تخصصية لتحقيق أصول المخطوطات العربية في سورية والوطن العربي، قدم 56 بحثاً علمياً في التاريخ والثقافة العربية والإسلامية.
شغل العديد من المناصب، منها الأمين العام المساعد في اتحاد الجمعيات العربية لتاريخ العلوم، وعضو الهيئة الاستشارية في الدراسات الأندلسية، وأمين سر الجمعية السورية لتاريخ العلوم، وجمعية النباتات الطبية في سورية، وعضو الجمعية العالمية للتراث الإسلامي وجمعية الآثاريين العرب، وكذلك المشرف العام ورئيس تحرير موقع أرض الحضارات، كما شارك في اللجان العلمية في أكثر من 25 مؤتمر عربي ودولي في تاريخ العلوم.
لقد استطاع الدكتور النعسان أن يقدم صورة مشرقة للكفاءات السورية في المحافل العربية والدولية من خلال تناول تاريخ العرب تحقيقاً ودراسة أكاديمية أعادت هذا السجل الحافل إلى الواجهة العصرية في مجمل المؤتمرات والندوات التي شارك فيها باسم سورية.. لكنه رحل عنا باكراً، في عام 2020 مخلفاً إنتاجاً علمياً توثيقياً لثقافة وعلوم عربية وإسلامية ملأت العالم نوراً ومعرفة.