في معادلة الصراع.. الخيارات الأفضل

خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان
صرخة غضب تدوي في الوجدان والضمير العربي والعالمي ممزوجة بالأسى والأسف ونحن نشاهد هذه المأساة ونشاهد أهلنا في قطاع غزة الصابرة يتساقطون جوعا،ً فمن لم يمت بالقصف العدواني الهمجي الصهيوني مات بسبب الجوع، وبقدر ما يمثل هذا الخطاب من استنفار للنفوس الحية بقدر ما يمثل حالة من الإحباط من موقف العالم الذي يشاهد المجازر بشكل يومي ولم يستطع تحريك ساكن.
والسؤال اليوم: هل أمسى الأمن القومي العربي مستباحاً وغابت مشروعية التضامن العربي والدفاع المشترك؟ وقد بات العدو يجاهر بمشروعه من النيل إلى الفرات بل أن أحد دهاقنة الصهاينة يجاهر بتمدد مشروع الاحتلال الصهيوني “الوهمي” من المحيط إلى الخليج وبالمقابل فإن كيانه العدواني فشل في اختبار غزة ذات النطاق الصغير بفضل إرادة أهلها وإصرارهم والتي تجسدت في إذلال المحتل طوال خمسة شهور منذ بدء العدوان، لذا يعود السؤال مجدداً كيف يمكن ترجمة معادلة المواجهة والتصدي طالما أن خيارات العرب مقيدة بعوائق تجذرت في الحالة الراهنة؟
بعد مضي خمسة شهور على العدوان مازال هذا الكيان المجرم الجبان يتعنت في المفاوضات التي جاء إليها ذليلا بعد فقدان كل أوراقه وسقوطه المدوي في مستنقع غزة الذي لن ينهض بعده فلم يتمكن رغم الدعم الأمريكي والأوروبي من حسم المشهد وزادت حالة الفشل مع تزايد عامل الزمن واشتد الانقسام السياسي في كيانه واهترأت قواته المحتلة ونخبة ألويته الممزقة وضيق الرأي العام الداخلي الخناق حول حكومته “المتطرفة” وتصاعد الرأي العام العالمي ضده وبالمقابل فإن موقف المقاومة يتصاعد معززاً بحاضنته الشعبية ومحور المقاومة مع استمرار استنزاف العدو في الميدان والاحتفاظ بمن تبقى من الأسرى بحوزته، فالمقاومة في قطاع غزة هي من يقرر ومن يفرض المعادلة ويقدم البرهان، واليوم تعلو كلمته في الميدان وهي من يأتي للمفاوضات بلغة المنتصر، رغم حالة الدمار الهائل في قطاع غزة ورغم سقوط ما يقرب من 40 ألف شهيد منهم مازالوا مفقودين تحت الأنقاض وأكثر من 70 ألف مصاب طوال الشهور الخمسة الماضية.. لكن مازالت المقاومة تتحكم بالمشهد والموقف العام للمواجهة رغم صراخ المرجفين والمتصهينين.
الخطاب اليوم موجه إلى الأمة العربية، وهنا يجب أن يكون الضمير الشعبي العربي مستنفرا لفرض إيقاع المساندة الشعبية وفاعلا للمطالبة بإلغاء الاتفاقات التي لم تجن منها الأمة إلا الذل والخيبة، بل حجبت الشارع العربي عن أي حراك مشرف لصالح قضايا الأمة، ولا شك أن من يتسلح بحاضنة الشعوب لن يذل ولن يخذل ولن يهزم في معادلة الصراع العالمي.

* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني