مع اقتراب شهر رمضان بدأت الفضائيات تطالعنا بوجباتها الترفيهية من مسلسلات وبرامج أعدت خصيصاً للشهر الفضيل، خلطة ينتظرها المتابعون بحذر، عسى ألا يخيب أملهم.
من خلال الإعلانات الأولية التي أتتنا عبر”البوسترات” أو “برومو” بعض المسلسلات وبعض البرامج الترفيهية، يبدوأننا سوف نعيش الأجواء التلفزيونية الرمضانية في سياق لا يختلف كثيراً عن المواسم الماضية إلا في بعض التعديلات التي تتعلق بالفنانين الذين سوف يقدّمون برامج المسابقات، أو فقرات الطبخ التي نتمنى أن تراعي الذوق العام وقدراته المادية بعيداً عن تلك الأطعمة التي لا يراها المشاهدون سوى في البرامج.
من الواضح مع تزايد حدة الإعلانات عن الخلطة الترفيهية الرمضانية أنها تحتوي الكثيرمن التوابل والبهارات التي قد تكون ثقيلة على ذائقة المشاهد، ولكن هذه المرة يمتلك حرية الانتقال بين المحطات من ناحية وبين كلّ تلك المشاهد المرئية التي تضخ عبر مواقع التواصل حث تختار لقطات مكثفة تجد صدى ربما أكثر من متابعة مسلسل بأكمله على مدار (30) حلقة.
ومن هنا فإنه مع انتشار مواقع التواصل، باتت تقع الفضائيات في مأزق حضورها في وجدان المتلقي، ولكنها بدلاً من أن تركز على الإدراك والوعي، انساقت في منافستها على الإبهار من خلال الدراما المشتركة والعديد من البرامج الترفيهية حيث يكون قوام البرنامج ومادته الأساسية في التسويق له لدى المتلقي كلّ تلك الديكورات والأزياء بالاعتماد على سينوغرافيا تضاهي حضور البرامج العالمية ولكن مع مضمون هش، يمر كغيمة لا تمطر.
نتمنى هذا العام أن تمطر الغيوم الدرامية التي ستزورنا خلال شهر كامل، سنمضي الكثير من الساعات أمام تلك الشاشات الاعتيادية وتلك التي تنافسها بكثيرمن الترفيه آملين ألا نمضيها هباء بل أن تمتلئ بكل ما يثير الادراك ويترسخ عميقاً في الوجدان.