وتر الكلام… عناد اللحظة…!

الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
كانت السيارة الحمراء الصغيرة تمشي على الطرقات السريعة بتسارع لا ننتبه إليه إلا حين تصدر صوتاً أننا قد تجاوزنا السرعة المحددة لمثل هذه الطرقات.
كنت أضم إلى صدري حقيبتي كأنني أخفي بها تسارع دقات قلبي حتى لا تصدر هي الأخرى صوتاً، ينم عن تسارعها، حاولت أن أشغل بعض الأغنيات إلا أنها عاندتني، كما أفعل معه.
هل ستكون المرة الأخيرة، حاولت أن أتماسك، أن أخفي كل ما أفكر به، وأن أرد على كلماته الغاضبة باقتضاب، دون أن أعاتبه بأنه تسرع حين اتخذ قراراً يخصني بمفرده، دون أن يفهم سبب ثورة الغضب التي اجتاحتني.
هو القاطن في تلك المدن الغارقة في رفاهية وأنا الآتية من مدن مكبلة بحروب لا تنتهي، أي لغة تجمعنا…؟
الغريب في أمثال هذه المواقف كانت تغمرني الدموع، اليوم ولا حتى قطرة صغيرة، مجرد اختناق هائل في الروح، وضباب يغشي نظري، بالكاد أشعر أني جالسة في تلك السيارة التي اختارها سلسلة ناعمة تجيد الانزلاق بيسر ومرونة في شتى الدروب، على عكس مزاجنا العكر، الذي عاند اللحظة وأفقدناها متعتها.
كنت أود لو أن كبريائي يجيد التعبير عما يجول في صدري، هل أبوح بمدى عصيان عقلي وانجرار روحي إليه، أو أخفى كل شيء وأبقى على عنادي، رغم أنها اللحظات الأخيرة قبل الوداع…؟
حين نظرت إلى تعابير وجهه الحزينة، وسمرة وجهه التي تحولت إلى لون غريب، هالني حزن عينيه كأن دموعه عالقة ترفض الاغتسال، لم أستطع السيطرة على نزقي حين وجه اللوم، وبقيت أعاند حتى اللحظات الأخيرة.
ولكن حين فارقته، لم أستطع أن أقاوم شهوة اقتناص دمعة، شعرت أن جميع من حولي يهرولون إلى طائراتهم، وأنا وحدي لا أدري هل أعود أم أبقى…؟!
أين كنت أخبئ كل هذا العناد…؟
وكيف وافقتني على كل هذه القسوة…؟
حين لحقت به إلى الباب كانت السيارة الحمراء قد غادرت الى الأبد.
يا لهولنا حين نصادر مشاعر راجفة، ونرفض أن ترد لنا العواطف بعضا من انزواءنا المعهود…!
                          

العدد 1181 – 12 -3 -2024             

آخر الأخبار
وفد  "كوفيكس" الصينية يبحث سبل التعاون مع غرفة تجارة وصناعة درعا استراتيجيات القطاعات الاقتصادية في عهدة هيئة التخطيط والإحصاء  خبير قانوني : الاعتداءات الإسرائيلية خرق للقانون الدولي المهارة تنمي شخصية الأطفال وترتقي بهم  في تطورات تعرفة الكهرباء.. مقترحات لجمعية حماية المستهلك تراعي القدرة الشرائية ما أسباب التحول الخطير في النظام النووي الدولي؟ اعتراف سوريا بـ كوسوفو... بين الرد الصربي وحق تقرير المصير الشتاء أفضل من أي وقت آخر لمعالجة الأشجار المثمرة الشيباني: الشرع يزور واشنطن وسوريا ماضية بخطا واثقة نحو ترسيخ الاستقرار تلميحات أميركية لاتفاق نووي سلمي سعودي-أميركي بلاغات الاختطاف في سوريا.. الواقع يدحض الشائعات "الداخلية" تستعرض ما توصلت إليه لجنة التحقيق عن حالات خطف في الساحل "الزراعة" تزرع الأمل.. مشروع الغراس المثمرة يدعم التنمية الريفية "دير الزور 2040" خطة طموحة لتنمية المحافظة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية الشيباني يبحث مع نظيره البحريني تعزيز العلاقات وآفاق التعاون المتسول من الحاجة إلى الإنتاج جلسة خاصة حول إعادة إعمار سوريا ضمن أعمال "الكومسيك" في إسطنبول  الدواء والمستشفيات محور شراكة سورية ليبية مرتقبة التحولات الإيجابية في سوريا تقلق الاحتلال وتدفعه للتوغل في أراضيها الأسباب والتحديات وراء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا