الثورة- فؤاد مسعد:
يحتفي مسلسل “تاج” بدمشق ساعياً إلى تقديمها بدفئها وحميميتها، كعاصمة عريقة متربعة على عرش متجذر من الأصالة والحضارة، مُبرزاً جمالها في الأوقات كلها بما فيها “الأوقات العصيبة”، محاولاً إظهارها بأبهى الصور. وقد دارت أحداثه خلال فترة تاريخية حملت خصوصيتها، انطلقت من عام 1936 وحتى أربعينيات القرن الماضي، وهي مرحلة كانت سورية فيها مُحتلة من قِبل الفرنسيين.
هي دمشق بتفاصيلها التي حيكت بدقة عالية، بالترامواي والأزقة والحارات والباعة والمحال المتنوعة والمقهى والفندق والكازينو ومشغل الخياطة والسيارات وطرازالأبنية والبيوت ونهر بردى، وبشكل خاص ساحة المرجة التي تحوّلت إلى مركز للأحداث.
هي دمشق بروحها التي تكاد تشمّ رائحتها من خلال الشاشة، والكادر المدروس بعناية وكأنه مرسوم بريشة فنان مبدع، الأمر الذي كرّسته كاميرا المخرج سامر البرقاوي، الذي ذهب باتجاه تعشيق الحكاية مع روح المكان.
ومما لا شك فيه أن الوصول إلى هذه النتيجة من الناحية الفنية والتقنية وبما في ذلك الديكورات لم يكن سهلاً، ولتحقيقه “تمّ بناء مدينتي تصوير استغرق إنجازهما وبناء الديكورات بهما خمسة أشهر”، وفق تصريح إعلامي لصنّاع العمل. كما تمت الاستعانة بالغرافيك بحرفية عالية، بما في ذلك مشهد الطائرات التي ألقت المناشير فوق العاصمة “الحلقة الخامسة”.
الاحتفاء بدمشق لم يكن عبر إظهار عدد من معالمها فقط، وإنما من خلال الحديث عنها وآلية الحياة فيها بعيداًعن الفلكلور الاستعراضي، إضافة إلى عرض ما هو وثائقي عن مرحلة معينة من تاريخها، حيث تمّ في العديد من المشاهد مزج الوثائقي “صور وفيديوهات” مع الدرامي “شريط الأحداث” ليظهرا كأنهما روحاً واحدة .
المسلسل من إخراج سامر البرقاوي، تأليف عمرأبو سعدة، إنتاج شركة الصباح، تمثيل عدد كبيرمن الفنانين، منهم: تيم حسن، بسام كوسا، فايا يونان، نورا رحال، موفق الأحمد، كفاح الخوص، جوزيف بونصار، إيهاب شعبان، آندريه سكاف، سوسن أبو عفار.
السابق