السفير الضحاك: ادعاءات الغرب حول الحرص على سورية وشعبها تتطلب عدوله عن سياسات التضليل ودعم جهود الدولة السورية
الثورة:
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن ادعاءات بعض الدول الغربية حول الحرص على سورية وشعبها وعلى أمن المنطقة واستقرارها تتطلب منها تغيير مقارباتها التي تجاوزتها الأحداث، والعدول عن سياسات التضليل والتحريف وقلب الحقائق، واتباع نهج الدبلوماسية والحوار، ودعم جهود الدولة السورية الرامية للارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي لشعبها، ولإعادة بسط سلطة القانون على كامل أراضيها.
وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الشأنين السياسي والإنساني في سورية: في هذا الشهر من كل عام تنبري الدول الغربية دائمة العضوية في المجلس لإصدار وتكرار بيانات مضللة تروج لروايتها المشوهة لما شهدته بلادي على مدى السنوات الماضية من حرب إرهابية، مشيراً إلى أن تلك البيانات تأتي للتغطية على ما مارسته تلك الدول من أعمال العدوان والاحتلال والحصار الاقتصادي الخانق بهدف زعزعة أمن سورية واستقرارها، وتقويض منجزاتها التنموية والمساس بخياراتها الوطنية، وإضعاف دورها الإقليمي خدمة للاحتلال الإسرائيلي.
وبين الضحاك أن إمعان مصدري تلك البيانات، وما تضمنته من ادعاءات ومزاعم لا أساس لها من الصحة في سياساتهم الهدامة، وتمسكهم بأوهامهم المنفصلة عن الواقع ورفضهم العدول عنها أفقدهم أي مصداقية، لافتاً إلى أن مواقف تلك الدول من جرائم الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ستة أشهر دليل آخر على زيف ادعاءاتها ونفاقها وانحيازها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي، وهو دعم وانحياز يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه واعتداءاته على الأراضي السورية، وآخرها العدوانان على ريف دمشق في السابع عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري.
وجدد الضحاك تأكيد سورية على مضمون رسائلها الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للمطالبة بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الهيستيرية ومنع تكرارها، وتحذيرها أيضاً سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عواقب أفعالها الإجرامية التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وأوضح الضحاك أنه خلافاً لما تزعمه بعض الدول الغربية فقد اتخذت سورية جملة واسعة من الخطوات والإجراءات الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار، وتلبية احتياجات شعبها في جميع أنحاء البلاد، وتوفير الظروف المناسبة لعودة اللاجئين إلى مناطقهم، إلا أن تلك الدول فضلت صم آذانها والتعامي عن رؤية ما تقوم به سورية من خطوات تستحق الإشادة والدعم، ولا سيما أنها تحققت في ظروف غير عادية وتحديات جسيمة خلفتها سنوات الحرب الإرهابية وأعمال العدوان والوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي والإجراءات الانفرادية القسرية غير الإنسانية.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة التزام سورية بمواصلة تعاونها البناء مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء في العمل الإنساني والتنموي، وتطلعها لقيام الأمم المتحدة بمعالجة أوجه القلق بشأن منع التنظيمات الإرهابية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط، ونهبها ما يرد من مساعدات عبر الحدود وتسخيرها لغير غاياتها وحرمان المدنيين منها، علاوة على اللقاءات التي يجريها القائمون على مكتب غازي عينتاب مع التنظيمات الإرهابية والهياكل الإدارية غير الشرعية التابعة لها، لافتاً إلى وجوب منح وكالات الأمم المتحدة في دمشق الصلاحيات الكاملة للقيام بولايتها في جميع أرجاء سورية بالتنسيق والتعاون الكاملين مع الحكومة السورية، وإنهاء الأوضاع الشاذة التي فرضتها ظروف استثنائية لم تعد قائمة.
وجدد الضحاك المطالبة بالرفع الفوري الكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية الانفرادية المفروضة على سورية وسياسات الحصار والعقاب الجماعي للشعوب التي تنتهجها الإدارات الأمريكية المتعاقبة والاتحاد الأوروبي في انتهاك لمبادئ الميثاق، وفي مقدمتها مبدآ السيادة والمساواة بين الدول، مشدداً على رفض سورية ربط التمويل الإنساني بشروط سياسية وإملاءات وولاءات على حساب الشعب السوري وأمنه ورفاهه.
وأشار الضحاك إلى أن الألغام والأجهزة المتفجرة التي زرعتها التنظيمات الإرهابية لا تزال تحصد سنوياً أرواح مئات السوريين وتتسبب لآخرين بإصابات كبيرة وإعاقات دائمة، الأمر الذي يتطلب زيادة أنشطة خدمة الأمم المتحدة لنزع الألغام في سورية، وتوفير التمويل والدعم اللازمين بما يتيح تجاوز مرحلة التوعية لأخطار الذخائر غير المنفجرة والعمل على إزالتها وإنهاء ما تمثله من تهديد للأرواح، معرباً عن الشكر لروسيا وأرمينيا وعدد من المنظمات الدولية وغير الحكومية على الدعم الذي تقدمه في تطهير بعض المواقع الملوثة بالألغام.
وأوضح الضحاك أن وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أكد للمبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون في دمشق قبل أيام حرص سورية على التعاون معه، والتزامها بالحوار الوطني السوري السوري بقيادة وملكية سورية دون تدخل خارجي، وترحيبها بعقد الاجتماع القادم للجنة مناقشة الدستور في المكان الذي يتفق عليه السوريون، مذكراً بأن الجانب الوطني كان قدم للمبعوث الخاص مقترحاً بناء يتيح عقد الجولة التاسعة للجنة، ما يتطلب من المبعوث الخاص الاستمرار في جهوده لتمكين اللجنة من مواصلة عملها دون أي تأخير.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن المبدأ الذي استهلت به جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية هو الالتزام التام بسيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، مؤكداً أن إعمال هذا المبدأ الجوهري يستوجب توقف الدول الغربية دائمة العضوية في هذا المجلس عن سياساتها العدائية التي لم تجلب لسورية والمنطقة إلا الإرهاب والدمار، كما يستوجب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية وما يرتبط به من انتهاكات ونهب للثروات الوطنية ورعاية للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، وأعمال تسلل عبر الحدود كان آخرها لما يسمى المبعوث الفرنسي فابريس دي بليش وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا.
وشدد الضحاك على أن ما تدعيه بعض الدول الغربية من حرص على سورية وشعبها، وعلى أمن المنطقة واستقرارها، يتطلب منها تغيير مقاربتها التي تجاوزتها الأحداث، والعدول عن سياسات التضليل والتحريف وقلب الحقائق، واتباع نهج الدبلوماسية والحوار، ودعم جهود الدولة السورية الرامية للارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي للسوريين، ولإعادة بسط سلطة القانون على كامل أراضيها، ومكافحة فلول الإرهابيين ووضع حد لجرائم التنظيمات الإرهابية بما فيها الإتجار بالآثار المنهوبة والمواد المخدرة.