نحن دائماً نُعجب بالمصطلحات ونؤلّف عليها قصصا وروايات ونجتمع ونخطط ونفتخر بالخطط ونقيم ورشات ونُصدّر توصيات وينتهي الأمر.
ياسين ذهب لخدمة العلم وفي دورة الأغرار سمع بكلمة “دشمة” ، وعندما عاد إلى الضيعة بدأ يحدث الناس أنه سيخضع لدورة سائق “دشمة” وهو لم يدرك أن “الدشمة” هي تحصين اسمنتي ، ولكنه أُعجب بالكلمة التي لم يسمعها من قبل فألِف عليها روايته الشهيرة عن سائق “الدشمة”.
حصاد الأمطار مُصطلح مُحدث لمفهوم تجميع الأمطار الذي خبرناه بطفولتنا عندما كان الناس يجمعون مياه الأمطار على أسطح المنازل من أجل زراعة التبغ وغيره من الخضار ، وكانت الدولة تقابل ذلك ببناء السدود بشكل كبير حتى وصل عددها في سورية إلى ١٦٣ سداً ، والهدف منها الري ودرء الفيضانات.
اليوم مع التغيير المُناخي أصبحت الحاجة أكبر لبناء السدود ولكن في جغرافية مختلفة بهدف حصاد مياه الأمطار من المناطق ذات الهطولات العالية ولاسيما الجبال الساحلية وضخّها إلى المناطق الداخلية وتجميعها في سدّات قريبة على مشارف المنطقة الداخلية لاستخدامها في أغراض الري ودعم المياه الجوفية وتأمين مياه الشرب وإعادة الغطاء النباتي، والحفاظ على التوازن البيئي.
أصبحت الحاجة كبيرة جداً لبناء عشرات السدود والسدّات خلف سلسلة الجبال الساحلية على مشارف الغاب وحماة وحمص وضخ جزء من مياه الأمطار التي تذهب الى البحر، وهذا سيساهم في استثمار آلاف الهكتارات في الزراعة والأغراض الأخرى ووقف زحف البادية وإعادة ترميم قطعان الثروة الحيوانية، وتقلّل من أخطار الفيضانات التي بدأنا نشهدها في السنوات الأخيرة بسبب التغيير المُناخي وكان آخرها هذا العام في سهل عكار والمنطقة الشمالية من محافظة اللاذقية.
تجميع الأمطار في المناطق الجبلية يوفر ضخ المياه من المناطق المُنخفضة ويُمكن بناء عنفات ريحية باستطاعات مُختلفة لتشغيل محطات ضخ المياه شتاءً والاستفادة منها صيفاً في توليد الكهرباء ، أي خدمة مزدوجة لاسيما وأن الجبال الساحلية بمجملها صالحة لبناء مجموعات ريحية لتوليد الكهرباء حسب أطلس الرياح الصادر عن المركز الوطني لبحوث الطاقة.
معد عيسى