فؤاد العجيلي
معذرة من أساتذة ومدرسي اللغة العربية، وعطفاً على الزاوية التي نشرت مؤخراً في صحيفتنا بعنوان “إحداث هيئة عامة للضمير” وبصفتي أحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها، وتزامناً مع ملفات الفساد التي طغت على الشارع الحلبي مؤخراً وتمت الإشارة إليها عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، فإنني سأتحدث عن الضمير الغائب والأفعال الناقصة، خاصة وأن كل هذه الملفات “الحبوب – الصحة – المحروقات” تتضمن أفعالاً ناقصة مثل سرقة المال العام – الاستهتار بصحة المواطن – التحايل والتلاعب بأجهزة التتبع – استجرار غاز صناعي بطرق غير مشروعة ، وآخر هذه الأفعال الأزمات الأخلاقية التي أدت إلى التصادم بين تلاميذ وطلاب المدارس.
حيال كل هذه الأفعال نتساءل : أين هو ضمير الجهات المعنية والمسؤولة ضمن هذه القطاعات، أين هو ضمير الجهات المعنية بالمتابعة والرقابة، خاصة وأن ضمن كل مديرية توجد دائرة للرقابة الداخلية، إضافة إلى الفرق الحزبية واللجان النقابية العمالية، وكل تلك الجهات معنية بالعمل الرقابي كل في مجاله ، فأين رقابة هذه الجهات منفردة أو مجتمعة من كل تلك الملفات التي تم كشفها بعد أن أدت إلى خسارات مركبة في الاقتصاد الوطني.
فهل كل مراقب بحاجة إلى من يراقبه، الموضوع وببساطة بحاجة إلى صحوة ضمير تعيد الأمور إلى نصابها حال الخطأ ، بحاجة إلى تعزيز مبدأ المحاسبة والابتعاد عن المحسوبيات لأن الوطن ومقدراته هي خط أحمر لايجوز المساس به ولا بمقدراته، فهل سنصل إلى مرحلة يصبح الضمير فيها حياً وفاعلاً والأفعال التي يقوم بها بعض المعنيين كاملة وصادقة بوطنيتها وليست مزيفة وناقصة؟.
السابق