العلاقات الإنسانية والاجتماعية أجمل ما في حياتنا، وترتقي هذه العلاقات بين الناس بالكلمة الطيبة واللينة المعسولة بأرقى المعاني والحروف، فالكلمة التي تخرج من أفواهنا يجب أن تطلق في محلها فإن صلحت واستخدمت في مكانها وتوقيتها كانت الدواء الناجع والمفيد والبلسم الشافي لتمتين العلاقات وجبر الخواطر.
فكم من كلمة كانت في مكانها الصحيح أوصلت قائلها للرفعة والمجد وارتقت به إلى معارج القمة والسعادة، وطبعاً إن لين الكلمة وسلامة اللفظ الخالي من التجريح والأذى كفيلة بوصول صاحبها إلى هدفه.
الكلمة الطيبة تصل إلى المتلقي بسهولة وارتياح وتشعره بالسعادة، فلابد من التعقل والتفكير قبل إطلاق كلماتنا، والحكمة تقول بأن اختيار الألفاظ المناسبة تمتن العلاقات الأسرية أيضاً، فكم من أسر تفككت بتلفظ أحد شريكي الزواج بكلام جارح وغير لائق تجاه الآخر فيقع الانفصال بينهما وتضيع الأسرة من خلال كلمة لم تكن لينة ومقبولة من صاحبها، لذلك قالوا: “النطق زين والسكوت سلامة”.
فإذا نطقت فأوجز، فكلما كان الكلام كثيراً كلما كانت الأخطاء كبيرة، وبالتالي يصعب إيصال الفكرة المطلوبة لسامعها، وهذا يبدأ من المنزل الذي هو القدوة من قبل الوالدين وذلك من خلال تخاطبهما مع بعضهما البعض وتحاورهما مع الأولاد فالأبناء يتعلمون ويقتدون منهما وهكذا يعم مفهوم الكلمة الطيبة في الأسرة، فهي السحر لبناء علاقات أسمى وتدخل القلوب دون استئذان.
جمال الشيخ بكري
التالي