الثورة – آنا عزيز الخضر:
هل يمكن للإنسان أن يتجاوز سلبيات وهفوات الطباع البشرية ونزعاتها، وكيف يمكن إدراكه لكافة تبعاتها..؟ وهو غارق في عوالمها، رغم أن ذلك يحرمه من جماليات عليه أن يستثمرها بالشكل الأمثل عندما يتمكن من مفاتيح حالة التوزان النفسي والسلوكي، مجرداً من أي مؤثر باستثناء الحالة الإنسانية الراقية في كل جانب وكل اتجاه، تلك القادرة على إنقاذه من أي توهان أو مبالغة أو ضياع.
هذه الفكرة كانت محور الفيلم السينمائي القصير “غرق” سيناريو وإخراج لؤي خضر، وقد استطاع الفيلم تضمين عوالمه أبعاداً إنسانية وإسقاطات حياتية يعيشها البشر، ليحمل الفيلم دعوته محذراً وداعياً لأهمية التوازن، كي يفوز الإنسان بسريرة نقية، تكسبه الإحساس بجماليات الحياة، خصوصاً أن السينما عالم الاختصار والتكثيف، وعالم الصورة، التي يمكنها تلخيص أفكار ومفاهيم ومقوﻻت، تحديداً عندما يستطيع صناعها تحقيق هذه المعادلة، مثلما كان في فيلم “غرق”.
حول الفيلم تحدث المخرج لؤي خضر: تكمن أهمية الفلم “غرق” – فيلم قصير، أنه يعرض بواقعية مكثفة تفاصيل دقيقة في حياة الإنسان بكونه تشغله فكرة ما، تتعاظم في فكره لدرجة أنه يراها كأنها تفاصيل مصيرية، لا بل يغرق بها لدرجة أنها تصبح عالمه، ويعمى عما حوله، رغم كثافة ما يحدث من مجريات وتفاصيل وأحداث، إلا أن غرق الإنسان فيها، يوضح مدى تأثيرها العميق في نفسه، وذلك من خلال تقنيات وتصوير مميز يقوم به الفيلم، ويؤكد عليها، مبرزاً أهمية الصورة في السينما على نقل الإحساس بالاختناق والضيق في هذا الفيلم.. وبطريقة غير مباشرة.
يلفت الفيلم النظر إلى أنه كيف يمكن للإنسان أن يوسع دائرة نظره، وأن ينجو من الغرق منقذاً نفسه وأحاسيسه.
وﻻبد من التأكيد على أن دراسة علم الجمال شيء هام جداً، حيث تم ترجمة الكثير من تفاصيله في بناء الفيلم القصير، ودعم فكرته الأساسية.. قدمت الفكرة التي أردت في وقت قياسي ليخلق الفيلم عوالم في ذهن المتلقي لا حصر لها، وذلك بحضور أسلوب خاص وتقنيات متفردة تلخص الكثير من الشروط الفنية والمعاني والجماليات، واضعاً نصب عيني أن يشارك الفيلم العام المقبل 2025 في مهرجانات عديدة.