جلسة حوارية في بيروت بمشاركة “الكتاب العرب”.. د. الحوراني: الإرهاب حاول تفتيت وحدتنا الوطنية وتشويه هويتنا ولا بد من تعميقِ الوعي لتحصين مجتمعاتنا

الثورة – المحرر السياسي:

جلسة حوارية في بيروت بمشاركة “الكتاب العرب”.. د. الحوراني: الإرهاب حاول تفتيت وحدتنا الوطنية وتشويه هويتنا ولا بد من تعميقِ الوعي لتحصين مجتمعاتنا
الثورة – المحرر السياسي:
بدعوة من الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط شارك وفد اتحاد الكتاب العرب برئاسة الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب وعضوية الدكتورة مها زحلوق والدكتور عبدالله المجيدل في الجلسة الحوارية، تحت عنوان المساحات الدينيّة المشتركة في “الشرق الأوسط” عيد البشارة في لبنان أنموذجًا، حيث نظم مجلس كنائس الشرق الأوسط يوم السبت 23 آذار 2024 الطاولة المستديرة التي تضمنت ثلاث جلسات في المقرّ الرّئيس للأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في بيروت.
وألقيت في الجلسة الأولى كلمات كلّ من غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، وغبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وسماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وسماحة شيخ العقل د. سامي أبي المنا، شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز، لبنان، وسيادة المطران بولس عبد الساتر، مطران بيروت للموارنة، وغبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
أمّا الجلسة الثانية فكانت بعنوان “الأنموذج الشرق الأوسطي في الحياة المشتركة” وكانت برئاسة د. لور أبي خليل، إذ تحدّث كلّ من سيادة المطران عطالله حنّا، رئيس أساقفة سبسطيّة للرّوم الأرثوذكس، فلسطين، وفضيلة د. محمّد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، مصر، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، مصر، ود. عبد الكريم نجم، رئيس المجلس الصوفي الأعلى، فلسطين، والمفكر العراقي د. عبد الحسين شعبان، ود. وليد الشوملي، مدير المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات، فلسطين ود. نظام عساف، مدير مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، الأردن، ومن الجمهورية العربية السورية د. محمد الحوراني، رئيس اتّحاد الكتاب العرب، ود. مها زحلوق، عميدة كليّة التربية في جامعة دمشق، ود. عبد الله المجيدل من جامعة دمشق.
وقد أشار الدكتور محمد الحوراني في مداخلته إلى الحضورُ المسيحيُّ المشرقيُّ الغِنى والبهيِ والأصيل، وإلى محاولة للتنظيماتِ الإرهابيّةِ استهدافه، في مُحاوِلةً لإحداثَ شَرْخٍ في العلاقةِ بينَ مُكوِّناتِ المجتمع، انطلاقاً من الفِكْرِ المُتطرِّفِ والأيديولوجيا العقيمةِ التي تَتَسلَّحُ بها، مُحاوِلةً ضَرْبَ القُوى المُجْتَمَعِيَّةِ وإضعافَها لتَسْهُلَ عليها السَّيطرةُ على المنطقةِ والتَّحكُّمُ في مُقَدَّراتِها، خِدْمَةً للمشروعِ الاستئصاليِّ الصهيونيِّ وأدواتِهِ الإرهابيَّةِ التكفيريّة، وهو ما حدثَ في كثيرٍ من المُدُنِ والمُحافظاتِ السُّوريّةِ في أثناءِ الحربِ الإرهابيّةِ التي شُنَّتْ على سورية، ولا تَزالُ تُشَنُّ في بعضِ المُحافَظاتِ والمناطق.
كما أشار إلى أنَّ الاستهدافَ الإرهابيَّ كانَ أشدَّ عُنْفاً وحِقْداً على الأماكنِ والمناطقِ التي تَميَّزتْ بتَسامُحِها وعَيْشِها المُشتَرَكِ، كما هُوَ حالُ مدينةِ القصير في مُحافظةِ حمص، وفي مدينةِ معلولا في الرِّيفِ الدمشقيِّ، وديرِ مارتقلا، الذي يضمُّ أقدمَ مذبحٍ مسيحيٍّ في العالم، إذ يعودُ إلى عام ٣١٦م، إضافةً إلى احتضانِهِ عدداً من الأيقُوناتِ التاريخيّةِ، وكذلك في مدينةِ صيدنايا السُّوريّة، وحلبَ وديرِ الزّور والحسكةِ والرَّقّةِ حيثُ هُـجِّـرُ المئاتُ مِنَ السّريانِ والأرمَنِ بسببِ اعتداءاتِ جبهةِ النُّصْرَةِ الإرهابيَّةِ وأعوانِها عليهم، وكذلكَ كانَ حالُ سُكّانِ القُرى والمُدُنِ الآشُوريّةِ، مثل تلّ جُمعة، وتلّ تمر، وتلّ طويل، وتلّ هرمز.

وأضاف هذا الاستهدافُ والتدميرُ المُمَنْهَجُ للأماكنِ المُقدَّسةِ لم ينجحْ في إجبارِ المسيحيّينَ على تَرْكِ بَلَدِهِمْ وأهْلِهِمْ، بلْ غَدَوا أكثرَ إصْراراً على الدِّفاعِ عن أرْضِهِمْ وحِمايَةِ مُقدَّساتِهم، والدِّفاعِ عن سُورياهُمْ بكُلِّ ما تَحْمِلُهُ مِنْ مَحَبَّةٍ وتَسامُحٍ وعلاقاتٍ إنسانيّةٍ إيمانيّةٍ نقيّةٍ قائمةٍ على الاحترامِ والتقدير، ولهذا تكاتفَتْ جُهودُ السُّوريّينَ الخُلَّصِ والوطنيّينَ المُؤمِنينَ مِنْ أبناءِ سورية، دِفاعاً عن أرضِهمْ، وصَوْناً لهُوِيَّتِهم العابقةِ أصالةً وانتماءً ووطنيّةً، وهُوَ ما يُفسِّرُ حِرْصَ أبناءِ هذا الشَّعْبِ جميعاً على الحِفاظِ على العَيْشِ المُتناغم المنسجم مع احترام عقائد وثقافات المجتمع التعدّدية، والتي تمثِّلُ يُمَثِّلُ الضَّمانةَ والعُمْقَ للنَّسيجِ القويِّ والمُتَماسِكِ للمُجتمَعِ السُّوريِّ، وهُوَ ما يُفسِّرُ صُمودَ الشَّعْبِ السُّوريِّ أمامَ المُحاوَلاتِ الإرْهابيّةِ الكثيرة، التي عَصَفَتْ بالمُجتمَعِ السُّوريِّ، وأرادَتْ

تَشْوِيْهَ هُوِيَّتِهِ وتفتيتَ وَحْدَتِهِ الوطنيّة، واختتم مداخلته بالدعوة إلى تعميقِ الوعي وتأصيلِ مفهومِ المُواطَنَةِ وثقافَتِها، التي تمكننا من تَحْصِينَ مُجْتَمَعِنا وتعزيزَ قُوّتِنا والحِفاظَ على إرْثِنا التاريخيِّ القائمُ على ثقافةِ التَّسامُحِ والمَحبّةِ بما يَضْمَنُ وَحْدَتَنا وقُوَّتَنا وتَماسُكَنا وقُدْرَتَنا على مُواجَهةِ المَشْرُوعِ الإرهابيِّ التكفيريِّ الذي يَسْتَهْدِفُنا جميعاً مسيحيّينَ ومُسلمِين.
من جانبها أوضحت الدكتورة مها زحلوق في مداخلتها إلى أن التاريخ هو النسغ الحي في ذاكرة الإنسان وفي وجدانه، والأمة التي تجهل تاريخها هي أمة لا مستقبل لها، وفي ذاكرة هذا المشرق العزيز وفي تاريخه يشكل بحسب شهادة أعظم مؤرخي المدنيات خزاناً عظيماً للحضارة الإنسانية، ومنهلاً لا ينضب للقيم السامية التي نعتز بها، وثمة خلاصة بليغة لخصت واختصرت تلك القيمة الأساسية لسيرورة التاريخ الحضاري لهذا المشرق تتمثل في تعايش الثقافات والعقائد والأديان وانسجامها على هذه الأرض، وهذا التجاور المتآخي الذي عاشته هذه التعددية المتجاورة جغرافياً في كل مدينة وقرية في مشرقنا العزيز، شكل رافعاً وأساساً للبناء والإبداع الحضاري والاستقرار الذي أشع ليضيء ظلمة العالم لقرون طويلة.
بدوره أشار الدكتور عبدالله المجيدل في مداخلته إلى أن الأحداث التي شهدها الشرق هي حالة طارئة ولا تمثل القيم الدينية الإسلامية والمسيحية، وهي مفتعلة بتخطيط وتمويل أعداء العروبة والإسلام والمسيحية، بل أعداء الإنسانية، مستهدفين الإرث الثقافي الذي يؤكد أصالة انتماء المجتمعات في هذه البلاد، والدليل هو استهداف المتاحف، بل حتى تلك الآثار التي لا تحمل أية هوية دينية، على سبيل المثال استهداف آثار تدمر وهي لا تمثل آثاراً إسلامية أو مسيحية، وكذلك مكتبة جامعة الموصل التي كانت تضم ما يزيد على مليون كتاب ومخطوط جرى حرقها، لقد عاش أتباع مختلف الديانات لقرون طويلة على الأرض السورية بحالة وئام ومحبة، وقدموا للعالم أبجدية الحضارة والتعايش والسلام.

آخر الأخبار
10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات