الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
في زمن سابق كان للشعر دور لا يضاهى ولاتزال تلك القصائد التي كتبها شعراء خالدون أبداً كلما عدنا إليها تنقلنا إلى عالم يفيض إبداعاً وحكمة، ونحن نحتفل بيوم الشعر العالمي، كيف يتبدى واقعنا الشعري، وهل من ملامح شعرية عصرية تعربش على الآني وتفرضه بقوة كما فعل السابقون؟.
في وقت ما حين تحاصرنا الأزمات يبدو أن الخلاص ليس شعرياً، ولكن حين تبقى زمنا طويلاً وتنفلت الحلول من أيدينا، ألا يبدو الخلاص الشعري هو الأجدى لأنه يمنع عنا الأذى الروحي ويعيد إلينا التوازن النفسي، ويرفع نشيد الجمال في وجه المعاناة سعياً للخلاص، ويعنينا على الإدهاش ويحملنا على الحلم بمنأى عن لحظتنا المستعصية، مما يعنينا على عبورها.
لا يمكننا في أي وقت من الأوقات الاستغناء عن الشعر والشعراء، على العكس تماماً ونحن نعيش عصراً يجرف القيم وجماليات الفن وحكم الفلسفة يصبح للشعر ضرورته حتى تتخلص لغتنا من بعدها الاستهلاكي على مواقع التواصل ومن كل هذه السطوة الإعلامية التي تميل بنا نحو الهشاشة بعيداً عن معرفة الذات واستكشاف الآخر.
حتى لو أن التوكيدات حالياً تقول إن زمن الشعر ولى، لا يفترض الرضوخ لابد من رفع الصوت الشعري حتى لا نساهم في ترسيخ القبح والعنف، وكي لا يخفت السؤال الفلسفي.
لا شك أن هناك أعطاباً للممارسة الشعرية لكن الإنتاج الشعري يتزايد إما على مستوى المقروئية والرواج والتلقي فأعطابه تتفاقم يختلط فيها مجموعة اعاقات.
لابد من الاهتمام بالمناخات الشعرية وبكفاءاتها وتأمين عبورها إلى اللغات الأجنبية وقبل كل هذا ضمان كرامة الشعراء وعيشهم الكريم.
العدد 1184 –2-4-2024