الثورة- همسة زغيب:
أبدعت العائلات الدمشقية العريقة بحرفة “الآغباني” التي انتقلت إلى معظم المناطق في سورية، وهي عبارة عن نسيج تقليدي مطرز بالحرير الأصفر بأشكال زخرفية أنيقة متنوعة، وتعود تسمية “الآغباني” إلى اسم عائلة “آغا” و”باني” اللتان ابتكرتا هذا النوع من النسيج المزخرف.
الحرفي طارق الغراوي تحدث لـ «الثورة» عن هذه الحرفة التقليدية القديمة وكيف اشتهرت دمشق بصناعة “الآغباني” وتصديره إلى جميع دول العالم منذ مئات السنين، فهو من الصناعات اليدوية الفاخرة المصنوعة من خيوط الحرير أو الأوركانزا أو الحرير الشفاف أو القطن، والمطرزة بخيوط الفيسكوز الطبيعية بألوانها الأساسية الأبيض والذهبي أو الفضي، وكان معروفاً بالغطاء التقليدي للطاولات في دمشق منذ مئات السنين.
للأغباني ثلاثة أنواع من النقشات وهي:”التطريز الطلس” ويعنى به تطريز القطعة بالكامل ضمن رسم معين، و”التطريز الرش” ويقصد به تطريز جانب من القطعة والحفاظ على الباقي بشكل سادة، و”التطريز النافر”، وهو نوع من التطريز الخفيف المتموج الذي يعطي شكل الكريستال على القطعة، وهو من أجود أنواع التطريز، إضافة إلى “التطريز الآلي” وهو عبارة عن حرير نباتي.
وأضاف الغراوي: إن الصنّاع كانوا ينسجون القماش بواسطة الأنوال اليدوية على شكل أثواب باستخدام مواد أساسية تتكون من السُّدى المصنوع من الحرير الطبيعي، واللُّحمة، وهي من الحرير والقصب، ويُحاك بطريقة النسيج فيصبح القماش من دون تطريز في البداية، ثم تضاف الرسوم بنسج يدوي بطريقة دقيقة متداخلة ضمن خيوط السُّدى بطريقة الغل، وتبدو الرسوم بخيوط القصب والحرير الملون زاهية الألوان، والنتيجة لوحة فائقة الجمال.