الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
صدر عن دار البلد للطباعة والنشر في السويداء منذ أيام رواية المكسر، للمؤلف حمد الصالح والرواية التي تقع في 115 صفحة من القطع الوسط، أحداثها تدور خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، وهي فترة غنية بالتغيّرات، صور فيها الكاتب مجتمع الريف السوري ممثلاً بريف جبل العرب، حكاية غنية وشائقة تبدأ بمكسر الوادي، وتنتهي بكسر العادات والتقاليد البالية، مروراً بكسر القلوب وكسر الأمنيات في خضم الوعر الزرقاوي المجنون، صراع يدور بين الشخصيات التي يتمكن الكاتب من الدخول إلى أعماقها والتجوال في عوالمها بحرفية عالية، ويقود هذا الصراع وهو ممسك بخيوطها حتى ينتصر أخيراً لصالح قيم الحق والخير والجمال.
وقد بنى الكاتب شخصيات الرواية ثم رصد تطورها ضمن سياق الحكاية مبيناً تطور الفكر الاجتماعي للمجتمع السوري في الريف خلال تلك الفترة.
وأشار الصالح إلى أن الرسالة السامية التي أُسست عليها الرواية فتتلخص بالحفاظ على الموروث الاجتماعي للمجتمع السوري، نبذ الخلافات والعصبيات التي تعصف بالمجتمع، تعزيز القيم النبيلة والأصيلة التي قام عليها المجتمع السوري وخاصة في الريف.
الناقد الدكتور كريم عبيد قال: الكتابة طريق أجدر ما يقال فيه إنه طريق النور.. فكيف إذا كانت الرواية.. هذا الشكل العابر للأرواح والمسافات، يحملنا نحو أحلامنا مجسدة على أرض الواقع، لينفض عنها الغبار.. تفتح أعيننا على ما لا نراه.. لنشعر أحياناً أن ما نراه على الورق هو واقع أيضاً.
ورواية المكسر للأستاذ حمد جميل الصالح تأخذنا في طرقاتها، وتشرّع أمامنا أبواب الذاكرة، لتصبح مرآة نرى من خلالها الكثير من التفاصيل التي ألفناها، والمفردات التي ما زلنا نرددها، وأصبحت من لاشعورنا الجمعي، رواية أمينة ومخلصة لبيئتها ولقيمها وعاداتها وأخلاقها المتوارثة، وكأنها احتجاج على ما أصاب مجتمعنا من شقاق.