د. صابر فلحوط:
السابع من نيسان عيد تأسيس حزب العروبة الأول حزب فلسطين حزب الجماهير التي حفرت بأهدابها جبال الصخر وانتظرت طويلا ميلاد الفجر، حزب الذين ثاروا على الواقع الأسود وتطلعوا بإيمان وعزم وفداء صوب الرفيع من ذرى الكرامة والمجد القومي.. حزب الطلائع البعثية التي آمنت أن قوة الأمة في وحدتها وأن خلاصها تصنعه زنود رجالها وعبقريات قياداتها وتضحيات مناضليها في كل حقل وميدان.
السابع من نيسان .. هل هو مناسبة للفكر والذكر والعاطفة والخيال والشعر فندبج له الخطب والمقالات وتصوغ له القصائد والمعلقات ونعزف له سيمفونيات الطرب وألحان الحب ونردد: الحمد لله أننا خير أمة أخرجت للناس.. وكفى المؤمنين؟
أم نشكو لحزب فلسطين – بطولات – من نحروا فلسطين من البطين إلى الأذين يوم جعلوا التفريط سياسة والاستسلام موقفا والتنازل إنجازاً ونبش قبور الجدود والاستحمام بدماء الأطفال قضايا قابلة للنقاش، فربما كان القبر الثاوي هو الجاني والدم النازف هو المجرم الذي يستحق العقاب لأنه أزعج السكين وأرهق يد القاتل.
هل نستقبل عيد الرسالة الخالدة والأمة الواحدة وفلسطين الموءودة بالشكوى من الرفيق والصديق والقريب والشقيق ممن تعاقدوا وتعاهدوا مع أبناء صهيون على تخريب الوطن العربي بأنجع الوسائل وأبرع التجهيزات الحضارية تعززها العبقرية اليهودية والطاقة البشرية العربية وكلما تكاثر القطيع كلما فاض الحليب وامتلأت خوابي اللبن.
هل نشكو أولئك الذين اخترعوا سلاماً أخطر من جميع أسلحة التدمير الشامل المعروفة على وجه هذا الكوكب ففي توقيع واحد في ظلام أوسلو تم القضاء على مائتي مليون حلم قومي في هذا الوطن المذبوح من وريده الأطلسي إلى خليجه العربي، أليس حزب الأمة وقرارها الفكري وحجرها الأسود ومرجعيتها السياسية هو الأولى أن نستعيذ به من كل شياطين الأمة ونستغيث به في مواجهة الجراد الذي يقضم الأخضر، والسوس الذي ينخر في جذوع حياتنا وغصونها.
هل صحيح أن مثلث الشر (الصهيونية والامبريالية والرجعية) هو السبب في نكوصنا إلى الخلف وانهيارنا إلى درك الحفرة التي وصلناها؟ أم أن قعودنا عن الجهاد والفداء وانصرافنا إلى الزائل الفاني على حساب الخالد الباقي؟.
يقول التاريخ: إن المصائب الكبيرة تجميع المصابين وتوحد أشتاتهم وآلامهم فمالنا كلما حلت بنا نكبة ونزلت بنا نازلة أو نكسة أو مذبحة تشرذمنا أكثر وتناثرنا أسرع فهرعنا إلى أعدائنا نقربهم والى أشقائنا نباعدهم ، وتعالت صيحاتنا بالنخوة والدعوة إلى أكل لحوم بعضنا، وتقديم إخوتنا قرابين وزلفى لأباطرة “إسرائيل” أمل الحضارة المزعومة المقبلة وملائكة الموت والزيت في هذا العصر المنكود.
فيا حزب فلسطين في عيد إطلالتك الأروع والأسطع على هذه الدنيا ويا بعث الأمة من رحم زيتونة في نابلس سلام عليكم وعلى شهداء هذه الأمة من أول شهيد في بدر والخندق إلى المزرعة وغزة وما تعدون.