الثورة – ترجمة هبه علي:
يعد الكسوف الكلي للشمس، الذي يحجب فيه القمر الشمس عن الأنظار، من الأحداث النادرة. وبعد الحدث المذهل الذي حدث يوم الاثنين، لن يحدث الحدث التالي في جميع أنحاء العالم حتى أواخر عام 2026، ولن تلمح الولايات المتحدة حدثا آخر حتى أواخر عام 2044.
ومع ذلك، لا يريد العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) الانتظار، ولذلك توصلوا إلى طريقة للقيام بالكسوفات الخاصة بهم على أساس يومي تقريباً.
وتكمن الحيلة في أنهم لن ينتظروا أن يكون القمر في المكان المناسب تماماً، بل سيستخدمون مركبة فضائية واحدة ذات درع مستدير للإلقاء بظلالها على أجهزة الرقابة الخاصة للمركبة الثانية.
ومن خلال حجب الجسم الرئيسي للشمس تماماً كما هو الحال في الكسوف الذي يحدثه القمر، سيتمكن الباحثون من دراسة الغلاف الجوي المحيط بها، أو ما يسمى بـ “الإكليل الشمسي”، والذي عادة ما يحجبه الوهج الهائل للنجم.
إن الإكليل أكثر حرارة بمليون درجة من سطح الشمس تحته، وهو مهم بالنسبة لنا لأنه مصدر الرياح الشمسية والطقس الفضائي والانفجارات العنيفة المعروفة باسم “الانبعاثات الكتلية الإكليلية” التي لها القدرة على تعطيل الاتصالات، الإلكترونيات والطاقة هنا على الأرض.
وبعد الإطلاق من الهند في أيلول الماضي والسفر إلى مدار حول الأرض، سوف تنفصل المركبتان على مسافة حوالي 492 قدمًا.
بعد ذلك، يصطف القمر الصناعي المسمى Occulter مع الشمس عبر رحلة فضائية دقيقة للغاية، وسيلقي ظله على وجه القمر الصناعي Coronagraph، ما يسمح له بقياس الغلاف الجوي للشمس على مسافة 1.1-3 نصف قطر شمسي من النجم.
وقال ديتمار بيلز، مدير التكنولوجيا والهندسة والجودة في وكالة الفضاء الأوروبية: “ستعمل المركبتان الفضائيتان كما لو أنهما أداة واحدة ضخمة يبلغ طولها 150 مترًا”.
وأضاف: “إن تحقيق ذلك سيكون أمراً صعباً للغاية من الناحية الفنية، لأن أصغر جزء من الاختلال لن ينجح.
” لقد كانت عملية التطوير طويلة جداً، حيث قام بها اتحاد من الدول الأعضاء الأصغر في وكالة الفضاء الأوروبية بقيادة إسبانيا وبلجيكا.
يمكن تجهيز كل من التلسكوبات الأرضية والفضائية بما يسمى “الأقراص الخفية” التي تقف بدلاً من القمر وتحجب الشمس لتقليد تأثير الكسوف.
ومع ذلك، فإن هذه التقنية محدودة بسبب الحيود، وهي ظاهرة تتسبب في تسرب الضوء على حواف الأقراص، ما يؤدي إلى إفساد الصورة الناتجة لهالة الشمس.
الحل لذلك هو نقل القرص الخفي بعيداً عن أداة التسجيل. باستخدام مركبتين فضائيتين، يصبح الفصل أكبر (وبالتالي صورة أفضل) عملياً.
الميزة الأخرى لإنشاء كسوف اصطناعي في الفضاء هي أنه من خلال المناورة الدقيقة للقمرين الصناعيين، يمكن جعلهما يدومان لفترة أطول بكثير من نظرائهما الطبيعيين.
وسيستمر كسوف الشمس الأسبوع المقبل، على الأكثر، حوالي أربع دقائق ونصف للمشاهدين في الولايات المتحدة.
المصدر – نيوز ويك