الباحث الأردني فؤاد دبور لـ “الثورة”: أمريكا تتراجع كقطب مهيمن على العالم وعلينا تكريس المقاومة لاسترداد الحق الفلسطيني وتحرير الأراضي السورية واللبنانية
الثورة – شريف جيوسي:
أكد الكاتب العربي الأردني فؤاد دبور أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن (تحت التأسيس) أن واشنطن تعمل على تدمير المشروع النهضوي العربي وحضارة الأمة ووحدة أقطارها، حيث يواجه الوطن العربي اختراقاً أمريكياً غير مسبوق في حجمه ونوعيته وفي كل الاتجاهات والأشكال، اختراق اقتصادي سياسي، أمني، إعلامي ثقافي، عسكري، ويتم رسمه للمنطقة.
وقال في تصريح خاص لصحيفة “الثورة” إن ما تعد له واشنطن اليوم هو أخطر المشاريع ضد أمتنا العربية لخدمة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الوطن العربي كافة وليس العدوان الدموي على فلسطين وسورية ولبنان وحدها.
وأضاف إن أخطر هذه المشاريع والتحديات ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد، بأبعاده العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، والذي يهدف إلى التسلط والهيمنة على أمتنا وسلبها استقلالها وثرواتها وقراراها السيادي المستقل، وكذلك مشروع الإسهام مع العدو الصهيوني في تهويد القدس واعتبار الجولان العربي السوري المحتل صهيوني الهوية.
وبيّن الكاتب دبور أن بايدن زاد في دعمه للكيان الصهيوني باتخاذه قراراً بدعم سياسي وأمني وعسكري لهذا الكيان وقد تمثل هذا الأمر بدعم العدو الصهيوني في عدوانه الإجرامي على قطاع غزة ولبنان وسورية وعلى القنصلية الإيرانية في دمشق وكذلك شن الطيران الحربي الأمريكي الصهيوني عدواناً جوياً على الحدود العراقية السورية.
وأكد الكاتب دبور أنه يعنينا التوقف عند أهم المحطات الضرورية لمواجهة هذه السياسات والمشاريع الأمريكية الصهيونية وذلك من خلال وعي وفهم واستيعاب طبيعة هذه المشاريع وأبعادها ومخاطرها، والحرص الشديد على بناء الوحدة الوطنية في كل قطر عربي ومقاومة كل طرح فئوي أو عرقي أو طائفي أو مذهبي بشتى الوسائل ويأتي في المقدمة منها الفكر القومي الوحدوي، ونشر فكر المقاومة وثقافتها وقيمها كطريق لمواجهة المشاريع واسترداد الحقوق العربية المسلوبة فلسطينياً، سورياً، لبنانياً، والإعداد والاستعداد للمواجهة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والفكرية والثقافية والإعلامية (ونشدد على الإعلامية) لما للإعلام من مخاطر، وكذلك مواجهة حالة الأمركة التي طالت العديد من الأنظمة العربية ومنظمات حزبية تدعي الإسلام وفي المقدمة منها المنظمات التكفيرية الإرهابية المتطرفة.
وقال: نؤكد على مواجهة السياسات الأمريكية وأبعادها وتأثيراتها على أمتنا خاصة، وقد تمثل هذا الأمر بوضوح في تغييب الإرادة العربية الموحدة ومن ثم تهميشها وتشتيت الجهد العربي في الدفاع عن قضايا الأمة وقد ألحق دور بعض العواصم العربية أفدح الخسائر وأشدها بالأمة العربية حيث استنزاف القوة العربية الموجهة للعدو الصهيوني واستنفاذ المال العربي والجهد والطاقة العربية لضرب العرب واستنزاف طاقاتهم ومواردهم، حيث يتم إنفاق مئات المليارات من الدولارات لصالح العدو الأمريكي الصهيوني في الوقت الذي يعيش فيه الإنسان العربي واقعاً اقتصادياً واجتماعياً متردياً رغم امتلاك الأمة للثروة والقوة والقدرة والاقتدار على مواجهة كل الأخطار الخارجية والقضاء على الفقر والبطالة والتخلف بمعنى أن أمتنا العربية قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر لا سيما وأنها تمتلك مقومات تؤهلها لأن تصبح تكتلاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً وقوياً يجعلها تخرج من دائرة التبعية للإمبريالية والاستعمار ويعطيها القدرة على استرداد المسلوب من الأرض العربية في فلسطين وسورية (الجولان ولواء الإسكندرون) وجنوب لبنان، وهذا بالطبع يتطلب اتفاق العرب ولو على الحد الأدنى من التنسيق للدفاع عن مصالح الأمة العربية.
وبيّن أن الإدارات الأمريكية لن تتوقف عن مشاريعها وتطلعاتها الاستعمارية ولن تتخلى عن شراكتها الكاملة مع العدو الصهيوني ولكن علينا واجب المقاومة والمواجهة عبر الصمود، مؤكداً أن سورية الصامدة تواجه منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة حرباً كبرى لكنها تثبت بالصمود والصبر والمقاومة، ما يعني إمكانية هزيمة قوى الشر والمشروع الأمريكي – الصهيوني وأدواته التابعة في المنطقة بأسلحتهم وعصاباتهم الإرهابيةـ وقد نجم عن الصمود والصبر تحرير العديد من المدن والقرى والمحافظات من العصابات الإرهابية.
واختتم الكاتب قائلاً: نلحظ الآن في الساحة الدولية أن الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع في العالم كقطب مهيمن، ونؤكد أن المعركة الدائرة في فلسطين وسورية ولبنان والعديد من أقطار الوطن العربي هي معركة وجود ومصير ونؤكد أيضاً أن سورية بشعبها وقيادتها ووحدتها الوطنية قلعة صمود وستبقى قائدة للنضال العربي القومي التحرري.