الثورة :
تعلمنا في مدرسة الحياة بأنه لا يولد شيء من فراغ ومن دون تخطيط مسبق وتفكير طويل عندما نريد الوصول إليه.
فمنذ نعومة أظفار الإنسان يضع لنفسه هدفاً ويسعى جاهداً لتحقيقه مهما كلفه ذلك من تعب وجهد وسهر لليالي وإنفاق للمال، وعندما يكون الإنسان هكذا نراه في الواقع قد ظهر نجمه وسطع اسمه بين أقرانه، وكلما برز أكثر وأكثر كلما تميز على صعيد المجتمع ويشار إليه بالأصابع، وكلما ازداد إنتاجه المادي والمعنوي نجده وقد أصبح مثالاً يحتذى وأصبح مرجعاً للكثيرين.
ومما نشاهده في هذه الحياة أنه من المستحيل لأحد أن يعطيك التميز والظهور والنجاح الباهر بل أنت من تصنع نجاحك وحضورك الآسر الذي يقنع الآخرين ويثبت وجودك في المجتمع وفي أسرتك، فبخطواتك الواثقة علماً ودراية وفهماً وتجربة تستطيع أن تجعل التميز طريقك للأعلى وللمجد الذي يتمناه الناس جميعاً.
وأول طريق التميز هو الإرادة والتصميم وعدم التراجع للخلف ولا مجال أبداً للقنوط واليأس بل همة عالية المستوى، وهذه الفئة من المتميزين لا همّ لهم إلا المتابعة والتحصيل العلمي والمعرفي في كل المجالات المفيدة والمتميزة.
وفي كل شيء في الحياة يرونه مطلوباً ويسعون لامتلاك الأدوات اللازمة لتحقيق الهدف، وما أكثر هؤلاء في المجتمع وشعارهم هو من سار على الدرب وصل، وما أجمل التميز والتفوق في كل ما ينفع النفس أولاً والآخرين ثانياً.
نحن من يصنع التميز الذي هو علامة فارقة يشهد بها القاصي والداني لأنها هي الشعاع المضيء لمستقبل ناجح في وقت الظلمة والجهل، فلنكن متميزين بكل معنى الكلمة لأن الحياة تستحق منا أن نحياها وننعم بخيراتها الفياضة، ولا يمكن أن نكون كذلك إلا بوجود الناجحين والمتميزين لأنهم هم المنارات الساطعة للأجيال القادمة لتبقى عجلة النماء والتطور قائمة رغم كل المعوقات والعقبات التي تقف أمامنا.
نحن الذين نصنع تميزنا بأيدينا والذي لا يريد أن يكون متميزاً في حياته فهو من كتب على نفسه الضياع وفقد الفرص، ونقول لهم: “وعلى نفسها جنت براقش” فالحقيقة هي أن الحياة لا تعترف إلا بالمتميزين والناجحين والمبدعين الذين يساهمون مساهمة فاعلة في عجلة التطور والعطاء.
جمال الشيخ بكري