الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
في السابع عشر من نيسان أنجز السوريون على امتداد ساحة الوطن جلاء عدوهم المستعمر الفرنسي عن الأرض التي احتلها لستة وعشرين عامًا.
ستة وعشرون عامًا لم يهدأ السوريون ساعة واحدة من معركة لأخرى ومن نضال عسكري إلى سياسي إلى أن كانت ساعة الجلاء..
الجلاء ليس فعل نضال لربع عقد ونيف من الزمن ..إنه ديدن وحال السوريين الذين لم يرضخوا يومًا ما لأي مستعمر..
قارعوا العثماني وطردوه وهم دعامة اليقظة العربية التي فجرت ثورة ١٩١٦ وطرد الاحتلال.
اليوم سورية تراكم نضالاتها وهي أشد صلابة وأمتن.. صحيح أن المشهد ليس كما يحلو لنا ..فسوى الروم على جانبينا روم ..
ولكن الأكثر صحة كما قال القائد المؤسس : إرادتان لا تقهران إرادة الله والشعب.
نثق أننا ماضون إلى غدنا بكل ثقة ويقين النصر لتحقيق الجلاء الأكبر.
الجلاء فعل ممارسة نضالية ليس بالسلاح وحده إنما بالوعي والتنوير وهو أمانة في أعناقنا علينا أن نكون الأمناء على أثمن الثروات التي تركها لنا الأجداد والآباء..إنها الكرامة والحرية والقدرة على فعل.
تضيق بنا الدروب كثيرًا وقد ضاقت بمن قبلنا لكن ربما نمر نحن بالأكثر صعوبة..
ومع ذلك أثق بقول شاعر الجلاء بدوي الجبل : إني لألمح خلف الغيم طوفانا.
العدد 1185 –16-4-2024