الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
“عملت على تقديم إضاءة مختصرة جداً لما عاناه القباني في سبيل إنشاء مسرح عربي وفكر مسرحي وحضاري، همه تقديم عروض مسرحية من واقع البيئة العربية، بمكوناتها المتعددة وإصراره وثباته في مواجهة أصعب الظروف، وأقسى محاولات الإساءة والإقصاء، التي تعرض إليها، هو وفرقته ولم يسلم بعض الولاة الداعمين له من النقد والتهجم” بهذه الكلمات قدم المخرج المسرحي محمد خير داغستاني مسرحية “سهرة مع أبي خليل القباني” للكاتب الراحل سعد الله ونوس على خشبة مسرح الشهيد عبد الحميد الزهراوي، الذي قدمته دائرة المسرح المدرسي في مديرية تربية حمص، وذلك ضمن مسابقة يوم المسرح العالمي التي تقيمها وزارة التربية.
بدأ مدير تربية حمص فراس عياش كلمته بالإشارة لرسالة اليوم العالمي للمسرح لعام 2024 التي ألقاها الكاتب المسرحي النروجي “جون فوس” اختزل منها بعض الكلمات، وأكد على أهمية هذه المسابقة التي تقدم الفرق المسرحية الطلابية من خلالها أعمالاً متنوعة للعديد من الكتاب المسرحيين السوريين الكبار.
أما رئيس دائرة المسرح المدرسي في تربية حمص أسامة عيسى فقال: انطلقت المسابقة هذا العام في نسختها الخامسة تأكيداً على دور المسرح المدرسي، تحت بند مسرح سوري معاصر، يهدف أيضاً إلى بناء أجيال واعية ومدركة لأهمية هذا الفن، ويدور العمل حول الصعوبات التي واجهها الفن المسرحي في تلك الفترة، وقد تم تجاوز الصعوبات حتى وصلنا إلى هنا.
وأشار مخرج العمل داغستاني لاختزاله الكثير من المشاهد المسرحية التي كتبها الراحل سعد الله ونوس مثل “هارون الرشيد” و”قوت القلوب” بسبب ضيق الوقت وتبديل الطلاب كل مرة ومرة ، مع تركيزه على الصراع ما بين فكر القباني الحضاري المتنور لإنشاء مسرح عربي في الشام ومابين الجهة الظلامية التي يتزعمها الشيخ سعيد الغبرة..
التقت “الثورة” مع عدد من الطلاب الممثلين المشاركين منهم، طالب معهد الموسيقا ميار سكاف الذي جسد دور محمود وإسكندر، وأكد على دور المسرح الهام في النهوض بثقافة البلد، واعتبر دوره جزءاً من حلم طفولته في الوقوف على المسرح.
أما صالح العشموطي الذي جسد دور الشيخ سعيد الغبرة باحترافية عالية، فأشار إلى كونها شخصية مستفزة في زمن علت فيه كلمة رجال الدين، وعبر عن شعوره بالعظمة والرهبة من المسرح ممزوج بالشغف.
وبين حيدر غنوم أنها مشاركته الأولى، وبأنه طالب في كلية الموسيقا وعازف عود، وأن دوره في العمل كوميدي.
وكان بين المشاركين فرقة الفنون الشعبية فتحدثت الراقصة زينب الأحمد عن مشاركتهم بفقرة راقصة في المسرحية.
ومن المشاركين من مدرسة المتفوقين حيدر المنصور الذي جسد شخصية أنور الذي يناضل ضد الفكر الرجعي المتشدد، ولكنه يخاف من المجتمع، وعبر عن عشقه للتمثيل وأنه يواظب على المشاركة في عروض المسرح المدرسي.
وتحدث علي عبد الله رضوان عن مشاركته بدور القباني وأنه قدم من خلال مشاركته مراحل حياة القباني ومعاناة الفنان لإيصال رسالته الفنية.
وعبر كل من جوليان مخلوف ومحمد حسن حاج حسن وحنين حمدوش وعلي سكاف عن سعادتهم في المشاركة في العمل.