الثورة _ غصون سليمان:
بين الرغبة والممارسة خيط من إبداع وهمة عالية لتقديم روح الأشياء بأنامل دافئة لا تعرف الملل، بل تزداد سعادة وهي تغرف من ذاكرة البيئة ما ورثتها بعد النظر، لترسم في زوايا النفس قبل الأمكنة ما يهواه البصر..
في تفاصيل الحكاية تظهر الألوان عمق الدقة وحجم التعب لكن حلاوته تطغى على المشهد..
أمل عبد الحق- حرفية وفنانة عاملة في نقابة عمال الكهرباء والاتصالات، أبدعت في رسمها على الزجاج باستخدام الإيبوكسي والريزين والخشب.. ومن خلال دمج خامات جديدة أنجزت تصاميم خاصة غير موجودة في الأسواق.
وذكرت من خلال ما قدمته في معرض منتجات المرأة العاملة لدعم اقتصاديات الأسرة أنها عملت على إنتاج قطع متنوعة ومختلفة بحيث لا تشبه أي قطعة مثيلتها، ولا اللون يشبه الآخر، فكل منتج مستقل بجماليته، لناحية الشكل العام والديكور وفن الصحون المختلفة الأحجام والألوان التي تناسب كل أنواع الضيافة من فاكهة وشوكولا وحلويات وزينة وصمديات وغيرها.
تؤكد الحرفية عبد الحق أن انجاز صحن واحد يستغرق خمس ساعات وجهد ثلاثة أيام، ما بين مزج المادة السائلة بأخرى صلبة ودمجها بالألوان وسكبها بقوالب سيليكون وبعد فكها وتحريرها من القالب يتم تشكيلها حسب الرغبة والرؤية الفنية قبل أن تتصلب بالشكل النهائي، ومع انتهاء المدة المطلوبة تأتي عملية الحف والتنعيم، والطلاء والإكسسوارات التي تختارها الفنانة لناحية الطباعة والكتابة لتأخذ شكلها النهائي بعد التشطيب من الزخرفة والزينة.
وعن دوافع حبها لهذا اللون من الفن ذكرت ابنة نقابة عمال الكهرباء والاتصالات أنه بالإضافة إلى ميلها وحبها لهذا الأمر كان والدها يعمل بحرفة الزجاج بمعمل زجاج دمر سابقاً، ولأن روحه ما زالت شاخصة في كل تفصيلة من تفصيلات الأعمال اليدوية الزجاجية التي كان يشغلها بإتقان ويضفي عليها جمال المتعة ببعدها الفني البسيط والمعقد، فأرادت أن يبقى لهذا الإرث حضوراً في زوايا المكان والزمان.
وبينت أن معرض اتحاد عمال دمشق في دورته الرابعة أتاح للنساء العاملات الحرفيات الاطلاع على حرفهن ومنهن أمل عبد الحق حيث كانت انطلاقتها الأولى وبقوة لما يوفره من عوامل نجاح ورعاية واهتمام على جميع المستويات، فهو بمثابة بقعة الضوء التي تتسع وتكبر باستمرار، إلى أن يصل إلى إمكانية القدرة على المساعدة في تصريف المنتجات للأخوات العاملات، لأن موضوع التسويق يبقى المعضلة الأكبر التي تواجهها السيدات العاملات..
أما الصعوبات التي تواجه هكذا أعمال هو ارتفاع تكاليف المادة الأولية وبالتالي زيادة سعر المبيع حسب الطلب، وهنا تبدو المفاجأة غير سارة لمن يستهوي اقتناء هكذا أعمال، ولكن تبقى نوافذ اتحاد العمال هي شرايين الشهرة والمعرفة والتواصل وتبادل الخبرات على جميع المستويات.