الثورة – آنا عزيز الخضر:
الممثِّل يعيش حالة شخصية من خلال النص المسرحي، وهو الحامل لعوالم إنسانية، نشغف للإحساس به، وهو الأقدر على الأخذ بأيدنا إلى هذا العالم.. من هنا فإن إعداده مهمة خلاقة، ترفد المسرح بدماء جديدة تتوثب للعمل الجميل المتقن، من هذا المنظور تقيم الجهات المعنية بالثقافة والمواهب الشبابية دورات إعداد الممثل، كان آخرها ما أقامته منظمة “اتحاد شبيبة الثورة” والتي ستتوج بعرض مسرحي بعنوان “ترند” يتم فيه ترجمة جميع الخبرات والمعلومات، خصوصاً أن من تابع الدورة هم من الشباب الموهوبين، بإشراف الفنان المخرج محمد تلاوي.
حول الدورة وبعض المنهجيات والتقنيات المسرحية تحدث الفنان قائلاً: لأن لكل خطوة بداية، كان لهؤلاء الشباب خطوتهم الأولى في عالم المسرح، والتي تبدأ بدورة إعداد ممثل، فكان التعمق في عالم هذه الوسيلة الثقافية، والتعريف برسالة المسرح العظيمة وأهدافه السامية، ثم التعريف بأدوات الممثل وتقنياته الخاصة، وكيفية العمل على تطويرها وأساليبها المتنوعة، ومهارات الأداء، وكل ما يساهم في بلورة الحالات الإنسانية وغناها وتنوعها بالشكل الصحيح.
بدأنا بتمارين الليونة واللياقة الجسدية إلى تمارين الصوت وآليات تلونه وتدرجه المختلف، ولفت نظر الممثل إلى التركيز، ثم التدقيق في إمكانية إطلاق خيال الممثل، ليكون منفتح الذهن، ويصل إلى حالة الإبداع في خياله، وكيفية استخدام أدوات الممثل، التي هي كل ما يملك ليصل بها إلى جمهوره، ويحلق بهم أثناء أداء دوره ، وكيف يدرس الشخصية ويحولها من خلال القراءة عدة مرات، ثم التمحيص في علاقاتها بباقي الشخصيات.
ﻻبد من الذكر أن الدورة كانت مكثفة وعميقة وغنية، قرأنا من خلالها عدة نصوص، واخترنا نصاً نعمل عليه، ليكون نتاج الدورة كمحاولة مهمة لتخريج جيل من الشباب الموهوبين، كي يحققوا أمنيتهم في الصعود على خشبة المسرح من خلال الخطوات التي بدأناها، وهي خطوات تأسيسية لابد منها، لننطلق بشكل صحيح في عالم المسرح، كما ركزنا على العمل الجماعي، الذي هو أساس النجاح، حيث سيكون العمل هو مشروع تخرج من خلال نص (ترند) للكاتب المسرحي الموهوب الشاب عبد الغني سرميني وهو باكورة أعماله.