الثورة- رنا بدري سلوم:
قد يجفُ الدّمع من المآقي، والدّم أيضاً، لكن تبقى الصّورة الذهنية المطبوعة في ضمائرنا لا تمحوها السنون، شلالات الدّماء على امتداد فلسطين في عيون كل شريفٍ متمسك بعروبته، وطوفان الدّم الذي لا يزال الاحتلال الوحشيّ يتفنن في إبادته الجماعيّة، يغرقُ الفلسطينيين بالدمع والدّماء، وهو ما حمله الصحفيّون الشرفاء على عاتقهم عبر نقل مجريات الأحداث وتوثيق الحقائق صوتاً وصورة لإيصال آلام الفلسطينيين وأوجاعهم وهم يُذبحون على مرأى العالم والصّمت الدوليّ المخزي.
ومع كل هذا التعتيم الإعلامي على ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي بحق الإنسانية ظهر بصيص نور يدعو لوقف المجازر والإبادات من خلال صورة التقطها الصحفي محمّد سالم ليحصل على جائزة «وورلد برس فوتو» لتتصدّر صورة العام ٢٠٢٤، والتي لاقت تفاعلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال سالم بأسى حين استقبل نبأ التكريم» إنّها ليست صورة تدعوه للاحتفال، ولكنّه يقدّر التكريم الذي حصلت عليه الصورة وفرصة نشرها لجمهور أوسع».. وأضاف «يأمل بهذه الجائزة أن يصبح العالم أكثر وعياً بالتداعيات الإنسانيّة للحرب، خصوصاً على الأطفال».
صورة العام٢٠٢٤ هي للمرأة الفلسطينية إيناس أبو معمر وهي تحتضن جثة ابنة أخيها الصغيرة بالكفن الأبيض سالي البالغة خمس سنوات وهي في مشرحة مستشفى ناصر في خان يونس جنوب غزّة، والتي قُتلت مع والدتها.
رئيس لجنة التحكيم فيونا شيلدز تقول: «إنها أشبه برسالة حرفية ومجازية حول رعب الصراع»، ولفتت إلى أن الصورة الفائزة تشكّل «حجة قويّة للغاية من أجل السلام».
السابق