الثورة – عمار النعمة:
ألقى الدكتور نزار بني المرجة محاضرة بعنوان إضاءات على رباعيات الشاعر أنور العطار في مجمع اللغة العربية بدمشق تحدث من خلالها عن الراحل أنور العطار واصفاً إياه بالشاعر الرومانسي، العاشق لجمال الطبيعة، مشيراً إلى أن العطار كان شاعراً وفيلسوفاً يُشهد له في مسيرة حياته وتأملاته الإنسانية العميقة لجوهر الحياة ومعاني الوجود وكل ما يتعلق بالكون والطبيعة والمخلوقات والإنسان.
ولفت المرجة إلى أن تجربة الشاعر الراحل العطار تميزت بالرصانة فلم يكن يطرح نفسه في محافل الثقافة والصحافة على عكس الكثيرين من أقرانه الذين وجدوا في تلك المحافل سبيلاً للشهرة والنجومية، موضحاً أن حضوره كان يقتصر على النشر في منابر رصينة، منها مجلة الرسالة المصرية ذائعة الصيت، ومجلة العربي الكويتية الرصينة وواسعة الانتشار.
واستعرض بني المرجة آراء عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين في الراحل العطار، فقد قال عنه الأديب الكبير أحمد حسن الزيات: “إن سورية التي أنجبت أبا تمام والبحتري وأبا فراس الحمداني وأبا العلاء المعري لا تزال تلد الموهوبين من عباقرة الفن والفكر، ومن بينهم شاعرنا أنور العطار، إضافة إلى أن أدبه مثل صادق للأدب السوري الحديث الذي كان يتميز بالجزالة والسلامة والوضوح”.
وديوان رباعيات أنور العطار “علمتني الحياة” بحسب بني المرجة واحد من آخر بنات أفكار الراحل وآخر ما جادت به قريحته الشعرية والذي جاء على شكل رباعيات مميزة في صياغتها الشعرية متنوعة في موضوعاتها وجذابة في جرسها الموسيقي.
وأشار بني مرجة إلى أن نتاج العطار الثري والمميز كان بسبب علمه الواسع واطلاعه الكبير وغوصه العميق في تراث الأدب العربي والآداب العالمية الأخرى وبخاصة الأدب الفرنسي في منحاه الرومانسي وتأثره بالشاعرين الفرنسيين لامارتين والفرد دي موسيه، إضافة إلى التفاته مبكراً لشعر كل من أحمد شوقي والبحتري.
