الثورة – ترجمة رشا غانم:
تحتوي المواد البلاستيكية المستخدمة في صنع الأثاث والإلكترونيات والعزل المنزلي على مواد كيميائية سامة والتي يمكن امتصاصها بسهولة في جلد الإنسان، وفقاً للعلماء.
وأظهر العلماء في جامعة برمنغهام لأول مرة أن المواد الكيميائية السامة المستخدمة في صنع أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومقاعد الأطفال والهواتف الذكية يمكن أن تمر بسهولة عبر جلد الإنسان، كما وتتسرب إلى مجرى الدم، فهذه المواد، التي تستخدم في مجموعة من الأدوات المنزلية، يمكن أن تتداخل مع وظيفة الغدة الدرقية، والتطور المعرفي، والمهارات الحركية، إلى جانب زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ولقد عرف الباحثون بالفعل أنه يمكنهم دخول الجسم من خلال الطعام والماء، لكن هذه هي المرة الأولى التي يظهرون فيها أن المواد الكيميائية يمكن أن تتسرب إلى الجلد.
هذا ونظرت الدراسة الجديدة في ما إذا كان يمكن للجلد امتصاص المواد الكيميائية السامة من اللدائن الدقيقة، فاللدائن الدقيقة هي آفات ثابتة، ومع ذلك، فهي تبقى في البيئة إلى أجل غير مسمى.
وباستخدام محاكاة الجلد المطبوع ثلاثي الأبعاد من خلايا الجلد البشرية، تمكن العلماء من اختبار كيفية امتصاص الإيثر الثنائي الفينيل المتعدد البروم عبر الجلد- دون الحاجة إلى تعريض الناس أو الحيوانات للمواد الكيميائية الضارة، حيث قاموا بترطيب الجلد وتعريضه لنوعين مختلفين من اللدائن الدقيقة لمدة 24 ساعة، وأشار الباحثون إلى أنه كان من المهم ترطيب الجلد لسببين، أولاً، لمحاكاة ما يحدث خلال الحياة الطبيعية- يتعرق الجلد قليلاً، وثانياً، لأن الأبحاث أظهرت أن رطوبة الجلد تؤثر على كيفية امتصاص هذه المواد الكيميائية.
اختبر الفريق الجلد بعد 24 ساعة، ووجدوا أنه يمتص ما يصل إلى 8 في المائة من الإثيرات ثنائية الفينيل متعددة البروم من اللدائن الدقيقة، وكانت المواد الكيميائية المعنية هي الإيثر الثنائي الفينيل العشاري البروم 47، والإيثر الثنائي الفينيل العشاري البروم 99، والإيثر الثنائي الفينيل العشاري البروم 100، والإيثر الثنائي الفينيل العشاري البروم 153، والإيثر الثنائي الفينيل العشاري البروم 183، وكلها معروفة بأنها سامة، وعندما كان الجلد أكثر تعرقا، امتص كميات أكبر من المواد الكيميائية.
وبدوره، قال مؤلف الدراسة الأول د.أوفوكيروي أبافي، الذي أجرى البحث في جامعة برمنغهام:” المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان في البيئة، ومع ذلك ما زلنا نعرف القليل نسبياً عن المشاكل الصحية التي يمكن أن تسببها”.
يُظهر البحث أنهم يلعبون دوراً كـ “حاملين” للمواد الكيميائية الضارة، والتي يمكن أن تصل إلى مجرى الدم عبر الجلد، هذه المواد الكيميائية ثابتة، لذلك مع التعرض المستمر أو المنتظم لها، سيكون هناك تراكم تدريجي لدرجة أنها تبدأ في إحداث ضرر، فمن الواضح أن الإثيرات ثنائية الفينيل متعددة البروم ضارة بصحة الإنسان.
في الواقع، ظهرت الكثير من المخاوف بشأن الإثيرات ثنائية الفينيل متعددة البروم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتبين أنّ الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الإيثر الثنائي الفينيل المتعدد البروم في دمائهم لديهم مخاطر أعلى للوفاة من السرطان.
وختم د.محمد عبد الله، الأستاذ المشارك في العلوم البيئية بجامعة برمنغهام، وكبير العلماء في المشروع:” توفر هذه النتائج أدلة مهمة للمنظمين وصانعي السياسات لتحسين التشريعات المتعلقة بالبلاستيك الدقيق وحماية الصحة العامة من التعرض الضار”.
المصدر – ديلي ميل
التالي