الثورة – أسماء الفريح:
مع استمرار احتجاجات طلبة الجامعات الأميركية ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة وتضامنا مع الفلسطينيين وتوسع رقعتها لتشمل جامعات في استراليا وكندا و دول أوروبية , أعرب السيناتور الأميركي بيرني ساندرز عن دعمه لهذه التحركات.
وفي مقابلة مع شبكة CNN، قال السيناتور الأميركي عن ولاية فيرمونت ردا على ادعاءات رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية مدفوعة ب”معاداة السامية” ,وهي العصا التي يلوح بها مسؤولو الكيان ومؤيدوهم من الغرب بوجه كل من يندد بجرائمهم البشعة ومخططاتهم الدنيئة، إن “ما تفعله حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية هو أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديث”.
وشدد ساندرز على أن “توجيه الاتهام للحكومة الإسرائيلية ليس معاداة للسامية، بل حقيقة” وقال: “لقد قتلوا خلال الأشهر الستة والنصف الماضية 33 ألف فلسطيني، وأصابوا 77 ألفًا، ثلثاهم من النساء والأطفال.. وفي الوقت الحالي، نحن ننظر إلى احتمال حدوث مجاعة جماعية في غزة”.
بدوره, أكد رئيس المجلس الفلسطينيّ في الولايات المتّحدة جون ضبيط أن ما يحدث في الجامعات الأميركيّة بمثابة صرخة حقيقيّة لنصرة الشعب الفلسطيني مبينا أن هؤلاء الطلبة هم من يعول عليهم في إحداث تغيير حقيقيّ لأنّهم قادة المستقبل في أميركا.
وقال ضبيط في حديث إذاعي إنه لا بد للإدارة الأميركيّة من قبول ما يحدث في ساحاتها وجامعاتها، لأنّ الشّعب الأميركيّ أصبح يعي ما يحدث من إجرام ضد الفلسطينيين.
وأشار إلى أن ما يميّز هذه الحركات الطلابيّة أنّها تجري في جامعات أغلبيتها خاصّة، ما يعني أنّ أقساطها التّعليميّة مرتفعة جدا، بمعنى أنّ من يقود الحراك هم أبناء سفراء وأعضاء كونغرس وشخصيّات مرموقة، وهذا أمر لم يحدث سابقا.
وبهدف وقف الاحتجاجات والتضييق على المشاركين فيها, اعتقلت الشرطة الأميركية أمس نحو 275 شخصا في عدة جامعات، من بينها جامعة إنديانا في بلومنغتون، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة واشنطن في سانت لويس ليفوق عدد الاعتقالات في أنحاء الولايات المتحدة ال900 منذ أن أزالت شرطة نيويورك مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا، واعتقالها أكثر من 100 متظاهر في ال18 من نيسان الجاري.
ووفقا لوكالة الأسوشييتدبرس, فإن نقاشا يدور الآن حول ما إذا كانت عمليات الاعتقال ستتبع الطلاب خلال حياتهم المستقبلية كما أشارت أيضا إلى أن أعضاء هيئة التدريس في جامعات كاليفورنيا وجورجيا وتكساس قاموا ببدء “عمليات تصويت رمزية” إلى حد كبير لحجب الثقة عن قياداتهم.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في حديث لشبكة “إيه بي سي”: “يجب أن يكون لدى الشعب القدرة على التعبير عن آرائه، ومشاركة وجهات نظره علنا، لكن يجب أن يكون ذلك بطريقة سلمية” حسب زعمه فيما حمل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل مديري الجامعات مسؤولية ما يحدث فيها واصفا الوضع بأنه خطير وغير مقبول.
هذا وتعليقا على ذلك, قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم لقد: “أثبتت الولايات المتحدة أن لديها موقفًا ونهجًا مزدوجًا تجاه شعارات حقوق الإنسان من خلال السماح للشرطة بالتعامل بعنف في البيئة الجامعية وعليهم أن يسمحوا للطلاب بالتعبير عن آرائهم وليعلموا أن خنق صوت الطلاب بالسلوك العنيف لن يسكت مطالب الرأي العام العالمي ومن الضروري أن ينتبه العالم والدول التي تدعم الکیان الصهيوني إلى هذا الأمر.
كما اعتقلت الشرطة الأميركية أمس مرشحة حزب “الخضر” للانتخابات الرئاسية ، جيل ستاين، خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة واشنطن.
بدوره, قال مدير حملتها جيسون كال لشبكة “فوكس نيوز” إن ستاين كانت من نحو 100 شخص اعتقلوا في الاحتجاج في الحرم الجامعي” مضيفا أن “المتظاهرين اعتصموا لمطالبة الجامعة بإنهاء جميع العلاقات مع شركة بوينغ، “التي تنتج الذخائر المستخدمة في الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني في غزة في منشأة سانت تشارلز القريبة”.
وفي السياق, يواصل طلبة جامعة ملبورن الأسترالية اعتصامهم داخل حرم الجامعة، لليوم الخامس على التوالي، تضامنا مع فلسطين.
وقالت الطالبة الفلسطينية ناديا الشاعر إن عددا كبيرا من طلبة الجامعة يواصلون اعتصامهم داخل الخيام التي نصبوها في حرم الجامعة منذ خمسة أيام، تضامنا مع قطاع غزة ومع طلبته الذين حرموا من استكمال تعليمهم المدرسي والجامعي منذ بدء العدوان.
وأكدت أن الطلبة مصرون على الاستمرار بالاعتصام داخل الجامعة للضغط على إدارتها من أجل تغيير سياساتها ومواقفها من العدوان الإسرائيلي موضحة أهمية الحراك الطلابي في جميع أنحاء العالم للتأثير على الرأي العام وحشد الدعم والتضامن والضغط من أجل إنهاء العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن اعتصام طلبة جامعة ملبورن، دفع نائب رئيس الجامعة إلى تقديم استقالته.