“القناع بلون السماء” للكاتب خندقجي.. رواية متوقدة بصبوات الحرية

الثورة – رفاه الدروبي:

إنَّها تجربة روائية جديدة تُكثِّف رأي ورؤية ومواقف فنية وأدبية راقت للأغلب بقلم الشاب باسم خندقجي المعتقل في زنازين الاحتلال منذ عشرين عاماً بسبب عملية سوق الكرمل المؤدية إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح أكثر من خمسين إسرائيلياً، في ٢ تشرين الثاني ٢٠٠٤ رغم أنَّ باسم لم يقم بأي نشاط عسكري خلال العملية لكنَّه كان يدعو إلى النور المعرفي والفكري.

الرواية “القناع بلون السماء” عمله الأول من سلسلة رباعية “المرايا” كتبها في السجن بعد عدة روايات سابقة.. فهل تنتمي إلى أدب السجون أم أنَّها شيء مختلف؟
الرواية الصادرة عن دار الآداب للطباعة والنشر تضمُّ ٢٧٣ صفحة من القطع المتوسط، وصورة الغلاف تمثل القدس تتوسطها قبة الصخرة والمسجد الأقصى وأسفلها قطعة قماش تراثية من المطرزات الفلسطينية وبالونات تتطاير يعبِّر فيها عن الحرية لبلده.
تحكي عن شخصية بطل العمل نور، شاب يعيش مع أسرته في رام الله في أحد مخيمات اللاجئين. إنَّه باحث في التاريخ والآثار يُقرِّر أن يكتب رواية عن مريم المجدلية ليصحح فيها ما تشوه من سيرتها حسب ما يرى وفي سبيل هدفه يبدأ بتسجيل ملاحظات عبر بصمات صوتية على هاتفه عنها، وكثيراً ما يدافع عن الأسير مراد دارس العلوم السياسية في السجن وضمير البطل نور وصوت وجدانه، إنَّه يعلن الحبّ والصداقة هوية للإنسان فوق كل الانتماءات، ويوقد صبوات الحرية والتحرير من كلِّ ما يشوّه النفس كالتوحش والإبادة والتوسع والاستيطان، والتطبيع. وذات يوم يجد نور هوية زرقاء من جيب معطف قديم، صاحبها “أور” فيرتدي قناع المحتل وينضمُّ إلى بعثة تنقيب إحدى المستوطنات، لتتجلى له فلسطين المطمورة تحت التراب بكلِّ تاريخها. وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، وبين هوية المحتل الزرقاء، والتصريح الفلسطيني، وبين السردية الأصلية المهمشة والمختلفة السائدة، هل سينجح نور في إلقاء القناع والقضاء على أور علَّه يصل إلى النور.
قال الروائي السوري نبيل سليمان رئيس لجنة التحكيم في المسابقة العالمية للرواية العربية في دورتها السابعة عشرة المعروفة بجائزة البوكر الرائدة بعد فوز رواية “قناع بلون السماء” من ضمن ١٣٣ رواية:
((يندغم في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة، رواية تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثة الكبرى وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم إنَّها رواية اشتبكت فيها وازدحمت جدائل التاريخ الأسطورة، الحاضر والعصري حيث يتميز فيها بناء الشخصيات أياً تكن تناقضاتها، وتتعدد طبقات الرواية في بنائها الفني وتتألق التجريدية حيث يتفاعل البحث والثقافة الرحبة العميقة ويرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المريض والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية)).
كما تابع: ((بالرمزية والتشويق يأتي في الرواية التعبير عن القلق الوجودي في إهابة الفردي كما في إهابة الجمعي، وعن الهموم الحضارية والأسئلة الكونية ويأتي أيضاً الصراع على التاريخ كالصراع على المكان إنَّه صراع للسرديات بقدر ما هو مناشدة للقيم الإنسانية النبيلة)) يُحيل العنوان إلى حالة الصراع، إذ اضطر بطل الرواية إلى تقمص شخصية اليهودي حتى يستطيع التعرف على تاريخ بلده، والدخول إلى الأراضي المحرَّمة على الفلسطيني ودخولها والتحرُّك بحرية.
لذا ارتدى قناعاً بلون السماء ليحجب وجهه الحقيقي بداعي الاقتحام، ولم يكن مقاوماً بالمعنى الحرفي للكلمة وإنَّما مقاوماً معرفياً رغبة بتحرك السردية أو إعادة للسردية الغربية حول التاريخ الفلسطيني والتوعية عن الأصل. القضية لا تقل أهميَّة عن المقاومة فنور أراد أن يختار مريم المجدلية لأنَّه رغب أن يمنح القصة السردية الفلسطينية مقابل السردية الغربية، كما أراد أن يؤكِّد فكرة أنَّ الإنسان في نقيض ما بين طهره وخطيئته على أن يرتدي قناعاً ليعيش حرَّاً في وطنه من خلال تفاصيل صغيرة وجميلة، أيضاً الصندوق الكاشف بعض الأسرار للتشديد على أنَّ فلسطين أرض لكلِّ الأديان قبل أن يأتي العدو إليها.
فالوطن أنثى ثيمة أساسية في العمل حيث مثلت الأنثى الوطن وحدثت مجريات الرواية في الزمن الحاضر لتكون مرآة عاكسة لجرائم المحتل ومجازره واعتقالاته التعسفية؛ لكن الزنازين لم تنجح في كسر قلم الكاتب ولا إرادته القادرة على تحطيم القيود.

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة