الثورة – نعيمة الإبراهيم:
تعد رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المحاصر، فمنذ بداية العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يُطلب من الفلسطينيين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها “مناطق آمنة”.
واليوم، تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومتراً مربعاً، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني نازح، يواجهون ظروفاً مزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، في وقت تتحرّك آليات الاحتلال جنوباً آتية من الشمال الساحلي.
وعلى مدى عدوان الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي، نزح عشرات آلاف الفلسطينيين إلى رفح هرباً من جرائم الاحتلال ومجازره الوحشية، لاسيما بعد أن دمر الاحتلال بيوتهم، وهم الآن يعودون إلى الشمال بعدما طلبت قوات الاحتلال منهم إخلاء الجزء الشرقي من المدينة.
وذكرت وكالة وفا، نقلاً عن استطلاع أجرته وكالة “فرانس برس”، أن العديد من النازحين أكدوا بأن الحياة في رفح انعدمت بالكامل منذ اجتياح دبابات الاحتلال الإسرائيلي، شرق المدينة، والنازحون يهيمون على وجوههم لا يعرفون إلى أين يذهبون فلا مكان آمن في قطاع غزة.
وأشار النازحون إلى أن “الحياة انعدمت بالكامل في رفح وسط البلد، حيث الشوارع فارغة من الناس وثمة شلل بالأسواق”، وقالوا:” نشعر بالخوف من أي تقدم في الاجتياح كما حدث في المناطق الشرقية التي هي الآن خالية من الفلسطينيين تماماً”.
وقالت إحدى النازحات من مخيم البريج في وسط غزة إلى رفح: “خرجنا من تحت ركام منزلنا في البريج والآن من شدة القصف في رفح نحن في الشارع أنا وأطفالي لا نعلم أين نذهب لا يوجد مكان آمن”.
وأكد عدد آخر من النازحين أن القصف المتواصل ملأ الجو بالغبار والدخان، ما أدى إلى صعوبات في التنفّس، مشيرين إلى أن الوضع في رفح في حالة فوضى.
وأضافوا أن مستشفى النجار كان مغلقاً وأجلي الفريق الطبي لتجنّب ما حصل في الشفاء أو الناصر، في إشارة إلى مجمعين طبيين في غزة اقتحمتهما قوات الاحتلال خلال العدوان.
وأظهر مقطع مصوّر آلاف الخيام ومراكز الإيواء مقامة على طول المنطقة الساحلية في دير البلح.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، احتلت صباح الثلاثاء الماضي، الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع.
وبسيطرتها على معبر رفح، تكون قوات الاحتلال قد أغلقت المنفذ البري الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات ويخرج منه جرحى ومرضى لتلقي العلاج خارج القطاع، ما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية، لاسيما أن مخزونات الغذاء والوقود على مشارف النفاد في غزة.