خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان:
العدوان الصهيوني البربري الذي أكمل 222 يوماً بما حمل من دلالات عميقة أكدت فشل الصهاينة في النيل من إرادة الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل تحقيق مشروعه بالتحرير وتقرير المصير عبر قوائم من الشهداء قدمتها الملحمة الفلسطينية طوال فترة الاستعمار الصهيوني ومن قبله الانتداب البريطاني وكل الثورات والانتفاضات والمعارك البطولية والعمليات الفدائية، يؤكد هذا العدوان وتؤكد هذه المعطيات أن هذا الشعب العظيم ماض في سبيل تحقيق التحرير والانتصار على الاحتلال الصهيوني، فهذا التاريخ المليء بالملاحم البطولية المرصع بالدماء والتضحيات الجسام لا شك أنه يتوازى ويتناغم مع حركة التاريخ وسنن الكون بالتبديل وأن العدالة الإلهية ستحق الحق وتبطل الباطل ولو كره المحتلون .
نعم هناك حقائق وبراهين تتجلى للمراقب والمتأمل في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني وتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية والنضال المقدس لأن قراءة الأحداث والمشهد يبرز حقيقة الفشل الصهيوني في كل الأمور السابقة ورغم كل ما اقترفه من جرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني ورغم آلة البطش الصهيونية لم يزد هذا الشعب المناضل إلا مزيداً من الكبرياء والعنفوان والصمود والإيمان بالقضية المقدسة والإيمان العميق بوعد الله الذي لا يخلف وعده .
والبراهين التي برزت مع معركة طوفان الأقصى بينت فشل وهزيمة العدوان الصهيوني في أشرف وأقدس وأعظم معركة بين الحق والباطل أساءت وجه الصهيونية وستتواصل عجلة التحرير في معركة تحرير الأقصى وسيتحقق الوعد الذي يدركه الحكماء والمفكرون.
سيزول الصهاينة المجرمون الذين عاثوا في الأرض الفساد وارتكبوا كل الآثام والجرائم من قتل للأطفال والنساء وتدمير كل شيء في قطاع غزة خلال هذا العدوان ولم يتمكنوا من تحقيق هدف واحد من أهداف العدوان، بل أوقع الهزيمة النكراء بالعدوان وداعميه من قوى الاستعمار التي تظن أن هذا الدعم والمساندة للعدوان في قتل الأطفال والنساء سوف يمد الكيان بقبلات الحياة ويؤدي إلى إطالة أمد البقاء لهذا الكيان اللقيط، لكنهم تناسوا أنه لن تنفع كيان العدو هذه الجسور الجوية والدعم السياسي والعسكري من قوى الشيطان الذي لم يدخر جهداً حتى هذه اللحظة في دعم ومساندة العدوان أمام ثلة من الأبطال عاشوا طوال 222 يوماً تحت الأرض يلقنون العدو الدروس.
ولكن تحالف العدوان لا يعلم هذه الحقائق الكبرى التي تتجلى اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد معركة طوفان الأقصى العظيمة وبعد فشل قوات الاحتلال وداعميه الذين عجزوا عن تحقيق شيء من الأهداف لأنهم أمام صمود المقاومة حتى هذه اللحظة التي تدك معاقل الصهيونية وحلفائها.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم