الثورة – فؤاد مسعد:
“ستكون أمسية مفعمة بالحياة، وبالموسيقا وبالذكريات والحنين للزمن الجميل”، بهذه الكلمات عرّف المايسترو شادي إميل سروة بالأمسية الغنائية التي ستقدمها جوقة “ذهب عتيق” بقيادته ضمن مجمع دمر الثقافي “المسرح المغلق” مساء السبت القادم، وتقام تحت عنوان “عدنا.. ذهب 24”.
تضم الجوقة 30 سيدة، ويتلاقى فيها جيلان أو أكثر من الناحية العمرية. ويرافقها فرقة موسيقية مؤلفة من العازفين: نسرين حمدان “كمان”، لينا ميهوب “اكورديون”، جواد حريتان “تشيلو”، رواد جلول وعلي أحمد “إيقاع”، محمد حايك “ناي”، أوس زينة “قانون”، فادي خوري “بيانو”.
حول جوقة ذهب عتيق للغناء الشرقي، يقول المايسترو سروة: “هي مشروع فني ثقافي تنموي، يسعى لأن يكون جزءاً من المشهد الثقافي السوري، ويستقطب جمهورا متنوعا محبا للموسيقا والفنون ويهمه الحفاظ على التراث. تأسست الجوقة عام 2016 كنشاط ثقافي مجتمعي ليصبح فيما بعد أحد روافد المؤسسة الثقافية، وذلك بتطوير إمكانات أفرادها لتشكل بنهاية المطاف ثقافةً جماعيةً معاصرة تساهم في صناعة الغد الذي نأمله”.
ويشير إلى أنها نشاط مجتمعي ذاتي التمويل ترعاه وزارة الثقافة في مجمع دمر الثقافي، وقد تكرَم المرحوم المايسترو حسام الدين بريمو بتدريبها ودعمها على مدى سنوات، وبعد رحيله، تولى المايسترو سروة تدريبها في منتصف عام 2023. مؤكداً أن “ذهب عتيق للغناء الكلاسيكي” تعتبر جسر تواصل بين جيل مخضرم عاصر ما قيل عنه الزمن الجميل وجيل التطور والحداثة. وسبق للجوقة أن قدمت ثلاث أمسيات غنائية على مسرح مجمع دمر الثقافي “2017، 2019، 2021”.
وعن خصوصية اسمها “ذهب عتيق”، يقول: “هو مرتبط بتوجهها عبر الحفاظ ونقل الإرث الثقافي والفني عالي القيمة من جيل الى جيل، بالإضافة الى الاستمتاع والتفاخر بأننا كسوريين نمتلك مثل هذا الإرث الكبير، فما تؤديه الجوقة بحسب قناعة أعضائها هو غالٍ ونفيس كالذهب، وعتيق بمعنى أن له أصولا وجذورا ومخضرما، وبالوقت ذاته لامع”.
ويؤكد أن عنوان الأمسية “عدنا.. ذهب 24” يأتي ليلخّص واقع الجوقة، يقول: “بعد الانقطاع الذي عاشته لأكثر من عامين ونصف عادت لممارسة نشاطها الفني والثقافي بانطلاقة جديدة ومتجددة، والذهب هو من المعادن التي لا تفقد أصالتها وبريقها، كما أنه رمز لمحور اهتمام الجوقة بكلاسيكيات الفن السوري والعربي الأصيل الذي لا يفقد رونقه على مدى العصور، أما 24 فهي ذات معنيين، الأول يتعلق بأعلى عيار للذهب، ما يعبّر عن نقاء وقيمة ما تقدمه الجوقة من فن راق، والمعنى الآخر يعود الى التاريخ، أي عودتها لنشاطها في عام 2024”.
وفي حديثه عن برنامج الحفل يؤكد أن أهم السمات البارزة فيه “التنوع، الحيوية والحنين”، مشيراً إلى أنه سيكون بمثابة مشروع تخرج للجوقة لعام 2024، فخطته التدريبية اقتضت بالعمل على “التعرف واتقان غناء المقامات الشرقية” والبداية مع 4 مقامات أساسية “الحجاز، البيات، العجم، النهوند” ولهذا سيضم الحفل 4 مدليات تشمل المقامات الأربعة، إضافة إلى موشحي “لما بدا يتثنى، ملا الكاسات”، وهناك تحية خاصة لفلسطين، وسيتم تقديم أغنية “ياما مولي الهوا” من التراث الفلسطيني، إضافة إلى عملين للرحابنة “بيتي أنا بيتك، القمر بيضوي على الناس”، ومن الأغاني السورية “سواء لملحنين وكتاب سوريين أو أداء لمطربين سوريين” هناك شجرة الليمون، يا فجر لما تطل، يا زهرة في خيالي”.
وفيما يتعلق بالتوزيع الموسيقي أشار المايسترو سروة إلى أنه راعى عدة معطيات أهمها القالب الموسيقي الأصلي للأغنية وما يمكن ان يتناغم معه دون تشويهه، وأن تكون الفرقة الموسيقية داعمة ومرافقة للجوقة دون أن تطغى أي إضافات لحنية أو موسيقية على المغنى، الذي يعتبره المحور والنجم في الحفل، يقول: “لهذا كان التوزيع بسيطاً، يتلخص في بعض اللوازم والجمل الموسيقية الخاصة ببعض الآلات، في حين تعزف الآلات الأخرى اللحن الأساسي مع استخدام أمثل للبيانو في إضافة البعد الهارموني على بعض القطع” .