قبل أن تقرأ لا تظن أن كلمة مناكفة من العامية لكثرة استعمالها …هي من الفصيح الذي يحمل معاني متعددة لعل ما تقصده منها كما جاء في لسان العرب (الاستكبار).
والاستكبار في أحد معانيه ألا ترى ما يجري وألا تنظر إليه ولا تقف عنده لتراه على حقيقته ..بل تطلق أحكاماً ليست إلا من خيالك.
في تصريحات الكثير من المسؤولين الحكوميين الكثير من هذا …من يدرس سيل التصريحات هذه التي بدأ إطلاقها منذ عقد من الزمن يجد العجب العجاب.
ما من أزمة تعبر بنا إلا ويجد بعض هؤلاء تفسيرات لها لا أساس لها من الصحة أبداً يلقون بالأسباب على المواطن وكأنهم هم الأبرياء من أي سبب لها.
مثلا أزمة رغيف الخبز ترى الباعة على الرصيف، وخذ ما تريد منه، ولكن لا يكلف أحد ما منهم المتابعة والمحاسبة لمن يسربه إلى هؤلاء.
يطل المسؤول ويعلن أن السبب هو الهدر الذي يمارسه المواطن..ولكنه لا يرى ما يجب أن يرى.
هذه الأيام ومع قفزات الجنون وانعدام الضمير عند البعض والربح الفاحش يخرج علينا أحدهم بتصريح جهنمي (سبب ارتفاع أسعار اليوم أن المواطن يخزنه بكميات كبيرة).
لو كان يتابع صاحب هذا التصريح ما يجري على أرض الواقع لعلم أن المواطن صار يشتري بالحبات فقط ..أحد باعة الخضار قال من أجل تلبية الحاجة أتيت بثلاثة كيلوات من الثوم بعتها بالحبة وظلت يومين حتى انتهت.
لو كان لدينا القدرة الشرائية لما تحدثنا ولما شكونا ارتفاع كل شيء خلال الأيام الماضية، البطاطا التي احتكروها إلى ١٠ آلاف والباذنجان الذي يصدر مع إخواته ارتفع إلى أسعار فلكية.
وسؤال المواطن دائماً: تصدرون ونحن ندفع الثمن ومع ذلك تطلقون تصريحات المناكفة المنفصلة عن كل واقع.
لابد من جهة ما تعمل على ضبط إيقاع هؤلاء وتعلم من لا يعلم منطق الخطاب والتصريحات..
يكفينا ما بنا شبعنا وعوداً وهمية ..
وربما علينا أن نذكر قول المتنبي
لا خيل عندك تهديها ولا مال .
فليحسن النطق إن لم يحسن الحال.
الصمت عبادة.