الثورة – ترجمة غادة سلامة:
في كل عام، في 15 أيار، يحتفل الفلسطينيون بذكرى النكبة، عندما اقتلعت مئات الآلاف من منازلهم وأراضيهم على يد الصهاينة المسلحين في عام 1948.
ولكن في عام 2024، بعد مرور 76 عاماً على تلك التجربة المروعة، تبدو هذه الذكرى مختلفة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المدمر على القطاع المحاصر قبل أكثر من سبعة أشهر في 7 تشرين الأول من العام الماضي.
من خلال عرض المأساة المتكررة والتهجير والمجازر التي عانى منها الفلسطينيون، أثارت الصور القادمة من غزة ذكريات عام 1948.
ومع استمرار تصاعد حدة القصف على غزة، يضطر الفلسطينيون مرة أخرى إلى ترك منازلهم والبحث عن ملجأ أمان لهم، وقد تم تهجير حوالي 2.4 مليون فلسطيني – أي ما يقرب من جميع سكان غزة – نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمرة على القطاع.
النكبة بالنسبة للفلسطينيين هي أكبر كارثة تعرض لها الشعب الفلسطيني عندما تمكنت العصابات الإسرائيلية، العصابات الصهيونية، من خلال 52 مجزرة في فلسطين في الأربعينيات من تهجير الشعب الفلسطيني، وخاصة عام 1948.
“إن نكبة عام 1948 لم تقتصر على تدمير القرى والمجتمعات فحسب، بل شملت أيضاً إنشاء فصل عنصري أسوأ بكثير مما كان سائداً في جنوب أفريقيا ضد السكان الفلسطينيين الذين بقوا على أرض فلسطين، والذين تم احتلالهم فيما بعد، في عام 1948 عانوا أشد وأقسى أنواع التعذيب والفصل العنصري والتطهير العرقي وحروب الإبادة الجماعية.
وسيكون من الدقة وصف ما يجري في غزة منذ 7 تشرين الأول بأنه “النكبة الثانية، بل الأسوأ”، لقد شنت إسرائيل أكثر من 13 حرباً ضد الفلسطينيين، وقتلت 100 ألف شخص منذ عام 1948، كما قتلت 42 ألف شخص في سبعة أشهر منذ تشرين أول من العام الماضي.
إنها ثلاث جرائم حرب تحدث في الوقت نفسه: جريمة الحرب المتمثلة في القتل الجماعي، وجريمة الحرب المتمثلة في الإبادة الجماعية، وجريمة الحرب المتمثلة في التهجير والتطهير العرقي.
وهذا يجعل العديد من الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، متورطة ومشاركة في جرائم حرب الإبادة الجماعية من خلالها دعمها غير المحدود ل”إسرائيل” .
المصدر :ميدل ايست منتيور
