قد يبدو القرارالكروي متسرعاً أحياناً، أو ليس متخَذاً وفق رؤية مبنية على أسس من الخبرة ومراعاة مصالح جميع الأطراف، وهنا يأتي دورالمنتقدين ليدلوا بدلوهم ويوجهوا نصائح في قالب من النقد اللاذع أو التهكم، لعلهم يصوبوا القرار،قبل أن يصبح نافذاً، ووقتها لا ينفع كلام ولا نقد ولا شيء من هذا القبيل.
قبل عدة أيام حدد اتحاد كرة القدم موعد إقامة المباراة النهائية لكأس الجمهورية، في وسط الأسبوع، وفي وقت الظهيرة، الأمرالذي أثارعاصفة من الانتقادات، لجهة أنه ليس في يوم عطلة، ولكونه في النهار، ومايعني ذلك من قلة حضورجماهيري، يعكس عدم إيلاء هذه المسابقة عموماً، والمباراة النهائية خصوصاً، الاهتمام اللازم من اتحاد اللعبة، ناهيك عن تأثيرات ذاك التاريخ والتوقيت على الجماهير التي ستعاني الكثير، في سبيل حضورها على المدرجات!!.
أحد مسؤولي الاتحاد برر القرار باستعدادات المنتخب الأول للمباراتين المتبقيتين من التصفيات المزدوجة، المؤهلة للمونديال وكأس آسيا،ولعدم وجود الأضواء الكاشفة، لإقامتها ليلاً،في ملعب الجلاء بدمشق!! وبعد يومين فقط،عدل الاتحاد الكروي، موعد إقامة المباراة ومكانها، ليصبح، يوم الجمعة، الساعة الثامنة مساءً، وفي ملعب تشرين!!
وربما يتبادر للذهن سؤال عن مدى تفاعل الاتحاد مع الانتقادات، وماهية القرار، لو لم تصدر أي من ردود الأفعال المستهجنة؟!!
في المقابل نستطيع القول أيضاً: إن الاتحاد نفسه يستحق التحية،لأنه تعاطى مع النقد الموضوعي،ولم يصر على رأيه،من باب العند والتعنت، وأنه لا يستطيع التراجع عن قراراته، ورأى أن مصلحة المسابقة والفريقين المتنافسين على اللقب،وجماهيرهما، تقتضي التراجع والتعديل، كما أن مصلحته كاتحاد في ذات البوتقة، فلا يخفى على أحد، البون الشاسع في كثافة الحضور الجماهيري، والريوع المنتظرة منه،والتي ستعود إلى خزينة الاتحاد.