لم تخذلنا يوماً

حتى برحيله يدهشنا، كما فعلت أفلامه.

دون سابق انذار فاجأنا صانع الدهشة والحيرة السينمائية عبد اللطيف عبد الحميد بمغادرته الباكرة ليشق طريقه نحوعالم يجمعه بزوجته الراحلة لاريسا، والتي لم يترك مناسبة إلا ويذكر فراقها بألم لم يشف منه حتى آخرأيامه.

تعرفت على سينما عبد اللطيف عبد الحميد قبل أكثر من ثلاثين عاماً، بعد عرض فيلمه رسائل شفهية، الذي كتبه على ضوء الشموع لينير ليالي السينما أبداً، وليصبح أيقونة سينمائية يقتدي بها جيل كامل من السينمائيين تعلموا منه فن التكثيف والسخرية والانحياز إلى المنسيين لتمكنه من رصد عوالمهم المهمشة البسيطة بصدقية ومعرفة تدهشك في كلّ تفصيل.

البطولة في سينماه لا تنحاز فقط لتلك الشخصيات التي يلتقطها بغرائبية، بل إلى البيئة التي تعجن فيها شخصيات استثنائية تبدو فرادتها من اتساع حلمها وضيق الحصول عليه، ومع ذلك هناك نورما يتسلل إلينا في كلّ فيلم نضحك فيه وتجمد بعدها الدموع لتبقى متدفقة في داخلنا.

مع رحيله تبدو الخلطة السينمائية التي صاغ بنفسه أفلامه التي قاربت العشرين فيلماً تنوّعت ما بين الريف في رسائل شفهية، ليالي ابن آوى، والتجريب في صعود المطر، والرومانسية في نسيم الروح…ليختتم مسيرته السينمائية في فيلم الطريق المغاير لكلّ ما صنع في مقاربة حكاية حدثت للعالم الشهيراديسون حين أرسلوا لوالدته رسالة تفيد أنه غيرصالح للتعلم فتخفيها لتقول إنه عبقري.

وداعاً ساحر السينما السورية، وصانع بسمتها هزمك قلبك، ولكن انتصرت بسينماك وستبقى حاضراً لأنك السينمائي الذي حجم القبح وأعاننا على الخروج من كلّ العتمة المتفردة، ولم تخذلنا أفلامك يوماً.

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا