الثورة- منهل إبراهيم:
منذ سقوط النظام المخلوع في كانون الأول الماضي، أكدت باكستان استمرار دعمها لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وأعربت عن استعدادها لتعميق التعاون مع القيادة السورية الجديدة في المنابر الثنائية والمتعددة الأطراف.
والعلاقات الباكستانية السورية علاقات تاريخية شقّت طريقها من خلال التبادل القديم للحضارات، وكانت مناطق باكستان الحديثة جزءاً من طريق الحرير مع سوريا.
وانطلاقاً من العلاقات الراسخة بين البلدين، سارعت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بإعرابها عن بالغ الأسى والحزن جراء الأنباء الواردة عن الفيضانات المدمرة التي ضربت جمهورية باكستان الصديقة مؤخراً، وخلّفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وقدمت الوزارة في بيانها أحرّ التعازي باسم سوريا إلى حكومة وشعب باكستان الصديق، ولذوي الضحايا، مؤكدة تضامن سوريا ووقوفها إلى جانب باكستان في هذا الظرف الإنساني العصيب.
يأتي ذلك تأكيداً على وقوف دمشق إلى جانب إسلام آباد ترسيخاً لعمق الروابط بين سوريا وباكستان.
الجدير بالذكر، أن أول لقاء رسمي جمع بين الإدارة السورية الجديدة وباكستان، كان في حزيران الماضي، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، في العاصمة دمشق بوفد باكستاني برئاسة وزير الخارجية المعني بشؤون الشرق الأوسط، شهريار أكبر خان.
وخلال اللقاء، بحث الجانبان آفاق التعاون المختلفة بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والمشاركة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد أكبر خان أن باكستان ستواصل دعمها سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشيراً إلى استعداد بلاده لتعميق التعاون مع سوريا في المحافل الثنائية والدولية فيما يحقق مصالح الشعبين، وشهد اللقاء التأكيد على العلاقات الدائمة والصديقة بين باكستان وسوريا الجديدة.
وفي نيسان المنصرم بحثت وزارة السياحة مع القائم بالأعمال بالنيابة في السفارة الباكستانية بدمشق عمر حيات خان، سبل تطوير العلاقات الثنائية في قطاع السياحة بين سوريا وباكستان، وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وفي 15 الجاري أحيت سفارة جمهورية باكستان في دمشق الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال، بحفل استقبال أقيم في فندق غولدن مزة، بحضور شخصيات رسمية سورية وسفراء ورؤساء بعثات دبلوماسية وممثلين عن مختلف القطاعات.
وجدد القائم بأعمال السفارة، عمر حيات خان، التأكيد على حرص بلاده على دعم سوريا بعد النصر والتحرير، واعتبارها دولة شقيقة، مع التشديد على رفض أي تدخل خارجي في شؤونها.
وأوضح خان أن التنسيق بين إسلام آباد ودمشق يتم على أعلى المستويات بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، بما يعزز الشراكة الثنائية.
ولفت خان إلى أن باكستان تشارك في مبادرات إيجابية بمجالات التعليم والصحة والقطاعات الحيوية، إضافة إلى تبادل الوفود الرسمية والاتصالات المنتظمة، ما يعكس متانة العلاقات الأخوية.
ودعا خان المجتمع الدولي إلى الإسهام في إعادة إعمار سوريا على أسس تحترم وحدتها وتحفظ حقوق مواطنيها.