الثورة – لينا شلهوب:
أطلقت وزارة التربية والتعليم المبادرة الوطنية “أعيدوا لي مدرستي”، في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى النهوض بقطاع التعليم في سوريا، التي تهدف إلى بحث واقع الأبنية المدرسية، وتوثيق حجم الأضرار التي لحقت بها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى وضع خطط عملية لإعادة التأهيل والبناء بما يضمن توفير بيئة تعليمية آمنة ومناسبة لكل طفل سوري.
جاء إطلاق المبادرة خلال فعالية رسمية أقيمت في فندق الشام بدمشق، بحضور عدد من الوزراء وممثلي المنظمات المحلية والدولية، وتم التأكيد على أن التعليم يمثل حقاً أساسياً لكل طفل، وأن توفير المدارس المجهّزة يعد الركيزة الأولى لتحقيق هذا الحق، كما شدد الحاضرون على أن هذه المبادرة تشكّل خطوة مهمة نحو إعادة الأمل للطلاب وأسرهم، وتعزيز ثقتهم بمستقبل أفضل قائم على العلم والمعرفة.
وتخلل الفعالية عرض إحصائيات دقيقة حول الأضرار التي طالت المدارس في مختلف المحافظات السورية، حيث أظهرت الأرقام الحاجة الملحة إلى إعادة تأهيل آلاف الصفوف الدراسية، وبناء مدارس جديدة لتلبية احتياجات التلاميذ المتزايدة.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أن التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين سيكون عاملاً أساسياً في نجاح المبادرة، سواء من خلال الدعم الفني أو المادي. “أعيدوا لي مدرستي” ليست مجرد مشروع إعادة إعمار للبنى التحتية، بل رؤية شاملة لإعادة الاعتبار للتعليم، وصون حق الأجيال القادمة في التعلم والنهوض بالوطن.
التعليم حق أصيل لكل طفل
وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو بين خلال كلمته أثناء إطلاق المبادرة الوطنية تحت عنوان “أعيدوا لي مدرستي”، أن التعليم حق أصيل لكل طفل، وهو التزام وواجب تتحمل الوزارة مسؤوليته، عبر ترجمته إلى واقع ملموس على كامل الجغرافيا السورية، وذلك في إطار التزام الوزارة بضمان حق الطفل في الحصول على مقعد دراسي ضمن بيئة آمنة. وأوضح أن المنظومة التعليمية في سوريا تضم نحو 4 ملايين و200 ألف طالب، فيما يبقى أكثر من مليونين و400 ألف طفل خارجها، مضيفاً: إن الوزارة تستعد لاستيعاب ما يقارب مليوناً ونصف المليون من الطلاب العائدين إلى الوطن، مشيراً إلى أن عدد المدارس في سوريا يبلغ 19,365 مدرسة، منها 7,215 مدرسة بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم، مؤكداً أن ذلك يمثل تحدياً كبيراً تعمل الوزارة على مواجهته ضمن الإمكانات المتاحة.
ولفت الوزير تركو إلى أن مبادرة “أعيدوا لي مدرستي” تجسد حق الأطفال في التعليم، وتمثل نداءً إنسانياً لكل من يستطيع المساهمة في إعادتهم إلى مقاعدهم الدراسية، مضيفاً إن كل يوم يضيع من تعليم الطفل هو انتقاص من مستقبله، وكل مقعد دراسي نعيده اليوم هو انتصار للعلم على الجهل.